الجزائر 19 ديسمبر 2019 (شينخوا) أدى عبد المجيد تبون اليوم (الخميس) اليمين الدستورية رئيسا جديدا للجزائر بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر الجاري بنسبة 58.13 في المائة.
وبث التلفزيون الرسمي مراسم التنصيب التي جرت بقصر الأمم نادي الصنوبر بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائر بحضور كبار المسؤولين في الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر.
وتلى تبون القسم أمام الرئيس الأول للمحكمة العليا عبد الرشيد طبي تطبيقا للمادة 90 من الدستور.
وقال تبون في نص القسم "بسم الله الرحمن الرحيم، وفاء للتضحيات الكبرى، ولأرواح شهدائنا الأبرار، وقيم ثورة نوفمبر الخالدة، أُقسم بالله العلي العظيم، أن أحترم الدين الإسلامي وأمجده، وأدافع عن الدستور، وأسهر على استمرارية الدولة، وأعمل على توفير الشروط اللازمة للسير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري، وأسعى من أجل تدعيم المسار الديمقراطي، وأحترم حرية اختيار الشعب، ومؤسسات الجمهورية وقوانينها، وأحافظ على سلامة التراب الوطني، ووحدة الشعب والأمة، وأحمي الحريات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وأعمل بدون هوادة من أجل تطور الشعب وازدهاره، وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة والحرية والسلم في العالم، والله على ما أقول شهيد".
وأوصى عبد الرشيد طبي بعد أداء اليمين الرئيس تبون خيرا بالجزائر حيث قال له "(إن) الجزائر أمانة بين أيديكم.. فحافظوا عليها سيادة الرئيس".
وقال تبون في خطاب عقب أدائه اليمين إن الشعب الجزائري أعاد الجزائر إلى "سكة الشرعية الدستورية والشرعية الشعبية التي لم يطعن فيها أحد".
ووصف تبون تنظيم الانتخابات "بالنجاح الكبير".
وقال إنها "ثمرة من ثمرة الحراك الشعبي المبارك" الذي كان "وثبة وطنية لوقف انهيار الدولة ومؤسساتها".
وأشاد تبون بالدور "الكبير" الذي قام به الجيش خلال الفترة الماضية في "حماية السيادة الوطنية واستقرار البلاد، وأمنها، ووقوفها سدا منيعا في وجه محاولات التدخل الأجنبي، والمؤامرات التي تستهدف وحدة الشعب والأمة والبلاد".
وتعهد باستكمال مطالب الحراك الشعبي "في إطار التوافق الوطني وقوانين الجمهورية"، ودعا إلى طي "صفحة الخلافات، والتشتت والتفرقة".
وقال "إننا اليوم ملزمون جميعا، أينما كنا وأينما وجدنا، ومهما تباينت مشاربنا الثقافية والسياسية، ملزمون، ولا خيار لنا، إلا أن نضع اليد في اليد، والكتف للكتف، من أجل تحقيق حلم الآباء والأجداد وحلم شبابنا في الحاضر وأجيال الجزائر في المستقبل، من أجل بناء جمهورية جديدة، قوية مهيبة الجانب، مستقرة ومزدهرة".
وأكد الرئيس الجديد الالتزام بتعديل الدستور الذي هو "حجر الأساس لبناء الجمهورية الجديدة".
وقال "أجدد الإلتزام بذلك خلال الأشهر الأولى إن لم أقل الأسابيع الأولى، بما يحقق مطالب الشعب المعبر عنها في الحراك المبارك".
وأوضح أن الدستور سيقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية وعدم تجاوز فترة رئاسة الرئيس ولايتين.
وأكد أن الدستور الجديد سيحصن الجزائر من "السقوط في حكم الفرد، ويحقق الفصل الحقيقي بين السلطات ويخلق التوازن بينها".
وبشأن الإقتصاد، قال تبون إنه سيسعى لبناء اقتصاد "وطني قوي، متنوع، مدر للثروة، مولد لمناصب الشغل، صانع للرفاه الإجتماعي، يقوي أمننا الغذائي ويحصن الأمة من التبعية القاتلة للخارج وللمحروقات".
وشدد على أن الدولة ستنتهج "أسلوب الصرامة في تسيير المال العام، ولن أسمح بالعبث به أبدا".
كما أكد أنه سيقوم بتشجيع الطاقات البديلة والمتجددة، والعمل على تصديرها فضلا على تعزيز تواجدنا الطاقوي في أوروبا وآسيا وغيرها، وسنعيد إحياء المشاريع الكبرى لتصدير الطاقة المتجددة.
وفي مجال الدفاع والأمن، أكد تبون أن الدولة ستواصل "تعزيز المهنية والإحترافية والجاهزية القتالية، وستعمل على رفع معنويات أفراد الجيش المرابطين على الحدود وفي الهضاب والجبال من أجل استقرار الجزائر".
وشهدت الجزائر الخميس الماضي انتخابات رئاسية هي الأولى منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من إبريل الماضي بضغط من مسيرات شعبية تطالب بتغيير النظام.
وشارك في الانتخابات خمسة مترشحين وهم تبون وعبد القادر بن قرينة وعلي بن فليس وعز الدين ميهوبي وعبد العزيز بلعيد.