بكين 25 ديسمبر 2019 (شينخوا) تعاطت وسائل إعلامية عربية محلية ودولية بإيجابية مع الاجتماع الثامن لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية، الذي جمع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس جمهورية كوريا مون جاي-إن ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين أمس الثلاثاء.
وتوصلت الدول الثلاث خلال الاجتماع إلى رؤية للتعاون الثلاثي للعقد المقبل، وتعهدت بالالتزام بروح التجارة الحرة والتعددية، والعمل معا لتنفيذ القواعد الدولية الحالية، وتعزيز التعاون الثلاثي في إطار مجموعة العشرين.
وركزت التغطية الإعلامية على محاور وقضايا القمة، بما في ذلك تسريع اتفاق التجارة الحرة، والتواصل الوثيق لتحقيق السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية. واهتمت أيضا بالمحادثات المنفصلة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ مع مون وآبي قبل القمة.
--رؤية للتعاون للعقد المقبل وتأكيد على إحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية
وقالت وكالة ((الشرق الأوسط)) المصرية للأنباء إن زعماء الدول الثلاث اتفقوا على بذل الجهود لتطوير التعاون بين الدول الثلاث من خلال إجراء محادثات القمة الثلاثية بصورة منتظمة وإضفاء الطابع المؤسسي.
وأشارت إلى أن الزعماء الثلاثة تبنوا رؤية التعاون بين الدول الثلاث للعقد القادم ترسم رؤية واتجاه التعاون الثلاثي في المستقبل، وجددوا التأكيد على ضرورة تعزيز التبادلات البشرية والثقافية في المنطقة وتوسيع التعاون والتبادل في مجال الرياضة من خلال بذل الجهود المشتركة لإنجاح أولمبياد طوكيو الصيفية لعام 2020 وأولمبياد بكين الشتوية لعام 2022.
ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن الدول الثلاث تخطط لتعزيز التعاون في مجالات مكافحة تلوث الهواء والاقتصاد والمجتمع والبيئة، وخلق بيئة تجارية مفتوحة ومتبادلة المنفعة، وتوسيع التعاون في العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز الاتصال الإقليمي وتوطيد التعاون في البنية التحتية.
وقالت الوكالة أيضا أن الدول الثلاث أكدت أن نزع السلاح النووي الكامل وإحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة للدول الثلاث، وأن تحقيق تقدم ملموس في نزع السلاح النووي من خلال الاستئناف المبكر للمفاوضات النووية، لا يخدم السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية فقط، بل شمال شرق آسيا والعالم أيضا.
وفي تقرير آخر منفصل، سلطت وكالة الأنباء المصرية الضوء على لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ مع آبي، مبرزة تأكيده على أن العلاقات الصينية-اليابانية تواجه فرصا تنموية مهمة في الوقت الراهن.
وقالت إن شي أبدى استعداد الصين للحفاظ على اتصال وثيق مع اليابان وتعزيز التوجيه السياسي لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد وتحقيق المنافع لشعبي البلدين على نحو أفضل.
كما سلطت الضوء على لقاء شي مع رئيس كوريا الجنوبية، حيث أكد شي أنه يجب على الجانبين تعميق شراكتهما التعاونية الاستراتيجية وتطويرها، ورعاية المصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية بعضهما للبعض، ورفع العلاقة الثنائية إلى المستوى الأعلى.
-- الصين تلتزم بمزيد من الانفتاح والثلاثي يدعم إصلاح منظمة التجارة العالمية
وتعاطت التغطية الإعلامية إجمالا بإيجابية مع تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال القمة حول التزام الصين بخلق بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقائمة على القانون.
وقالت صحيفة ((الشرق الأوسط))، التي تصدر من لندن، إن الصين سوف تتعامل مع المؤسسات من جميع أشكال الملكية على قدم المساواة، ولن تتبنى الحمائية بسبب العجز التجاري مع كوريا الجنوبية واليابان، وستوسع بثبات انفتاحها على العالم الخارجي، حسبما قال لي.
ونقلت الصحيفة فقرات من كلمة لي خلال القمة، وأبرزت ترحيبه بالشركات الكورية الجنوبية واليابانية للاستفادة من الفرص التجارية المتنامية لتحقيق أفضل منفعة متبادلة ونتائج الفوز المشترك.
وقالت وكالة ((سبوتنيك)) الروسية في تغطيتها للقمة إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية اتفقت في بيان مشترك عقب القمة الثلاثية على تأييد إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحسين الأداء التنظيمي.
واقتبست الوكالة من البيان قوله "سنقوم بتنسيق استراتيجيات التنمية لدينا لنقل تعاوننا إلى مستوى جديد. في هذا الصدد، ستسعى البلدان الثلاثة إلى تهيئة بيئة تجارية واستثمارية مفتوحة وصادقة وشفافة وقابلة للتنبؤ ومستقرة وترك أسواقها حرة. نؤكد من جديد دعمنا للحاجة إلى إصلاحات منظمة التجارة العالمية وتحسين أدائها".
وقالت إن الأطراف تعهدت أيضا بالالتزام بروح التجارة الحرة والتعددية، والعمل معا لتنفيذ القواعد الدولية الحالية، وتعزيز التعاون الثلاثي في إطار مجموعة العشرين. كما وافقت اليابان والصين وكوريا الجنوبية على تسريع المفاوضات بشأن اتفاق ثلاثي بشأن منطقة تجارة حرة.
-- اجتماع مون وآبي يحظى باهتمام مكثف بعد توتر العلاقات
وحاز اجتماع مون وآبي على هامش القمة الثلاثية على اهتمام خاص، حيث اتفقت التقارير على أنه أتاح فرصة لبدء إصلاح العلاقات بين البلدين بعد اضطرابات على خلفية نزاعات تجارية وقضايا تاريخية لا تزال معلقة منذ الاحتلال الياباني.
وقالت تقارير إعلامية دولية إن قمة تشنغدو أتاحت بداية تقارب بين اليابان وكوريا الجنوبية. واهتمت ((فرانس برس)) بالصور التي أظهرت آبي ومون وهما يبتسمان ويتصافحان خلال الاجتماع وقالت إن "هذه الخطوة من شأنها أن تطمئن واشنطن القلقة من تأثير الخلافات بين حليفيها الرئيسيين على الأمن في شرق آسيا".
وفي سياق مماثل، قالت وكالة ((رويترز)) إنه "بالنسبة لآبي ومون كان الاجتماع فرصة أيضا لبدء إصلاح العلاقات التي اضطربت بعدما أصدرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية العام الماضي أمرا للشركات اليابانية لتعويض بعض الكوريين الذين عملوا بالسخرة خلال فترة الاحتلال الياباني".