(صورة أرشيفية ملتقطة يوم 19 ديسمبر 2019 لأحمد قايد صالح خلال حضوره مراسم تنصيب الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون في العاصمة الجزائر) |
الجزائر 23 ديسمبر 2019 (شينخوا) توفي رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، اليوم (الإثنين) بسكتة قلبية عن عمر ناهز 80 سنة، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية.
وقرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وسبعة أيام بالنسبة للمؤسسة العسكرية.
كما عين الرئيس تبون قائد القوات البرية اللواء سعيد شنقريحة خلفا للراحل قايد صالح بالنيابة.
وتأتي وفاة الفريق قايد صالح بعد أيام من أداء عبد المجيد تبون، اليمين الدستورية رئيسا جديدا للجزائر بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر الجاري.
وقالت الرئاسة في بيان "يعلنُ رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد عبد المجيد تبون، ببالغ الحسرة والأسى، عن وفاة المجاهد الفريق أحمد قايد صالح".
وتابعت أن قايد صالح، وهو نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري توفي "صباح هذا اليوم على الساعة السادسة صباحا بسكتة قلبية ألمت به في بيته، ونُقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة" بالجزائر العاصمة.
ووصف البيان وفاة قايد صالح بـ "الفاجعة الأليمة القاسية".
وأضاف أنه "بهذا المصاب الجلل تفقد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال، الذي بقي إلى آخر لحظة وفيا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام".
وأردف قائلا إن الجزائر "تودع في هذا الوقت بالذات، وعلى حين غرة، قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح... وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد".
وقرر تبون، وفق بيان للرئاسة، تعيين اللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرية، رئيسا لأركان الجيش بالنيابة.
وقال البيان إنه على "إثر وفاة الفريق أحمد قايد صالح، عين رئيس الجمهورية (..) اليوم اللواء سعيد شنقريحة، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة".
وتأتي وفاة قايد صالح في وقت تشهد فيه الجزائر احتجاجات متواصلة منذ 22 فبراير الماضي، أدت إلى استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
وشغل قايد صالح منصب قائد أركان الجيش منذ العام 2004.
ومنح تبون الفريق قايد صالح في حفل تنصيبه رئيسا للبلاد الخميس الماضي، وسام "مصف الإستحقاق الوطني" بدرجة "صدر" نظير "جهوده الجبارة والدور الكبير الذي اطلع به في المرحلة الحساسة لأجل إثبات سمو الدستور وضمان سلامة المواطنين وأمن البلاد ومؤسساتها الجمهورية".
ولعب الجيش بقيادة قايد صالح دورا محوريا في إنهاء الأزمة السياسية التي كادت تعصف بالبلاد طيلة 10 أشهر من الحراك الشعبي الرافض لنظام بوتفليقة.
وكان قايد صالح حاسما وحازما في مواقفه المبدئية حيث رفض بشدة استعمال القوة ضد المتظاهرين الذين خرجوا بمئات الآلاف للمطالبة بتغيير النظام ورحيل بوتفليقة ورموز نظامه، ودعا إلى حل الأزمة سلميا، وتعهد في خطاباته بالإستجابة للمطالب الشعبية في التغيير.
وفي خضم الإحتجاجات والمسيرات في كامل البلاد، دعا قايد صالح أواخر مارس الماضي إلى التطبيق الفوري للمادة 102 من الدستور.
وتنص تلك المادة على حالات عجز الرئيس وإعلان شغور منصبه بسبب المرض الذي الذي ألم به منذ 2013، وحال دون ممارسته الحكم بصورة طبيعية.
ومع تزايد الاحتجاجات، أعلن بوتفليقة استقالته في الثاني من شهر أبريل الماضي لتدخل البلاد في مرحلة انتقالية تولى فيها عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) بموجب الدستور رئاسة الدولة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات رئاسية.
ورغم فشل إجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع من شهر يوليو الماضي بسبب رفض الحراك الشعبي والمعارضة وغياب المرشحين، إلا أن قايد صالح أصر على مسار تنظيم الإنتخابات والتزام الجيش بالحلول الدستورية.
وبالفعل، نظمت الجزائر انتخابات رئاسية في 12 ديسمبر الجاري فاز بها عبد المجيد تبون بنسبة 58.13 بالمائة، وأنهت شهورا من الترقب والتوجس.
وكان قايد صالح شغل منصب قائد أركان الجيش منذ العام 2004، وتولى قبلها قيادة القوات البرية منذ العام 1994 إلى غاية 2004.
وقضى صالح حياته كلها في الجيش حتى قبل استقلال البلاد في العام 1962، حيث قاوم الإحتلال الفرنسي.
كما شارك في الحروب العربية ضد إسرائيل في 1967 و1973.