غزة 13 نوفمبر 2019 (شينخوا) انتشرت سرادقات العزاء في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعدما قتل 24 فلسطينيا، بينهم سيدة خلال 48 ساعة في أحدث جولة توتر مع إسرائيل.
وطغت مشاعر الانفعال والحزن على أهالي الضحايا خلال مراسم تشييع شارك فيها المئات وجرت تباعا وعلى عجلة خشية من تطورات التصعيد الميداني الحاصل وتوالي الغارات الإسرائيلية.
وكعادة الفلسطينيين جرى لف القتلى بالأعلام الفلسطينية وحملها على الأكتاف وسط عبارات غاضبة وأخرى تدعو للثأر من إسرائيل لدماء "الشهداء".
ونشرت وسائل إعلام محلية وصحفيون مقاطع فيديو مؤثرة خلال وداع القتلى قبل مواراتهم الثرى جرى تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة.
وصاحب ذلك عبارات تضامن ومواساة لأهالي الضحايا المفجوعين بفقدان أحبائهم خاصة الأطفال منهم.
وأثار فيديو لطفلة المسؤول العسكري في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء ابو العطا، وهي تبكي بحرقة عند وداع والدها ووالدتها اللذين قتلا معا في غارة إسرائيلية على منزلهم في حي الشجاعية شرق غزة فجر أمس، مشاعر الحزن والغضب.
وتأثر مصورون وصحفيون بشدة ببكاء الطفلة، وهي تردد "أريد أن أذهب معهم" عند وداع والديها.
وغطت الدموع وجه زوجة عبد السلام أحمد (28 عاماً)، وهي تسأل عند وداعه "إيش (ماذا) فعلوا بك يا عمري، استشهدت، لمين تركتني؟"، ما أثار صيحات وتكبيرات المحيطين، بينما تطلب والدته منها أن تدعو له بالرحمة.
وقال أقارب للقتيل إنه اتصل بزوجته هاتفيا لوقت قصير فور إصابته بجروح وأوصاها برعاية أبنائه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويتوفى.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في أحدث إحصائية لها، أن 14 شخصا قتلوا اليوم، ما يرفع حصيلة الغارات الإسرائيلية إلى 24 في جولة التوتر المستمرة منذ أمس.
وكثف الطيران الإسرائيلي الساعات الماضية وتيرة الغارات على مناطق متعددة بالقطاع.
وظلت أعمدة الدخان تتصاعد ويمكن رؤيتها بوضوح من مناطق متفرقة في قطاع غزة مع دوي انفجارات كبيرة بين الحين والأخر، ما أثار مخاوف من اتساع المواجهة في قادم الساعات.
وكانت الصدمة أشد وأقسى على عائلة رأفت عبد العال، الذي قتل مع ابنيه إسلام وأمير في غارة إسرائيلية قرب منزلهم في غزة.
وأظهر مقطع فيديو صادم دماء وأشلاء متناثرة لطفل وجثثا متفحمة لآخرين أمام منزل يعود للعائلة حيث قتل الأب ونجلاه.
وقالت زوجة عبد العال للصحفيين إنها سمعت صوت انفجار فخرجت من المنزل فوجدت جثث زوجها واثنين من أبنائها أشلاء ممزقة.
وأضافت بغضب أنها لا تجد مبررا لاستهداف إسرائيل زوجها وأبنائها وهم لا علاقة لهم بأي انتماء حزبي.
وشهد قطاع غزة نحو 15 جولة توتر مع إسرائيل منذ انتهاء أخر هجوم إسرائيلي واسع النطاق على القطاع صيف عام 2014 وخلف في حينه مقتل أكثر من ألفي فلسطيني.
ودائما ما يتدخل وسطاء إقليميون لتطويق الموقف.
وصرح مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أن التصعيد المستمر في قطاع غزة "خطير جدا"، مؤكدا أن الأمم المتحدة تعمل على تهدئته بشكل عاجل.
وأعرب ملادينوف في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، عن "قلقه بشأن تواصل التصعيد بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل".
وقال إن التصعيد "محاولة أخرى لتقويض الجهود الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية في غزة ومنع نشوب صراع مدمر آخر".
وعادة ما تثير التوترات العسكرية مخاوف كبيرة في أوساط المدنيين في غزة، خاصة وأنهم لا يعلمون إلى أين ستتجه الأمور.
وتم الإعلان عن استمرار تعطيل عمل المدارس والجامعات في قطاع غزة ليوم غد الخميس وفرض الطوارئ في المرافق الصحية والأجهزة المختصة تحسبا لاستمرار التوتر الميداني.
وبدت الشوارع في محافظات قطاع غزة خالية من المارة والسيارات تقريبا باستثناء سيارات الإسعاف والدفاع المدني، فيما أغلقت المحال التجارية والمؤسسات العامة أبوابها.
في المقابل ظلت الحركة الكثيفة للسكان تقتصر على المستشفيات وسرادق العزاء وسط آمال بانتهاء قريب لجولة التصعيد وعدم فقدان المزيد من الأحبة.