أثينا 10 نوفمبر 2019 (شينخوا) ضربت الصين واليونان، من خلال السعي نحو تحقيق أرضية مشتركة قائمة على الاحترام المتبادل، مثالا على التعاون متبادل النفع بين الدول ذات الأنظمة السياسية والاجتماعية المختلفة.
وتتمتع صيغة التعاون اليوناني-الصيني، الذي يعد الأقوى بين الطرفين من أي وقت مضى، بثلاثة عناصر رئيسية: الدعم المتبادل والثقة المتبادلة والربح للطرفين.
أولا، يعد الدعم المتبادل حجر أساس للعلاقات الثنائية. وعلى الرغم من الاختلافات في الأنظمة السياسية وحجم الدولة والتراث الثقافي، تحترم وتدعم اليونان والصين المصالح الرئيسية والشواغل الأساسية لبعضهما البعض.
وفي 1997 و2006 و2011، ساعدت اليونان المواطنين الصينيين في الانسحاب من ألبانيا ولبنان وليبيا على التوالي خلال الاضطرابات. ودعمت الصين أيضا اليونان بقوة خلال أزمة الديون السيادية التي استمرت عشر سنوات.
ثانيا، الثقة المتبادلة هي الحافز. لا تلحق الصين شروطا سياسية باستثماراتها في اليونان. وتعد اليونان هي الأولى بين دول الاتحاد الأوروبي التي توقع على وثيقة تعاون حكومية مع الصين لدفع التعاون فيما يخص الحزام والطريق. وفي أبريل، انضمت اليونان أيضا على آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا كعضو كامل.
وفي الوقت نفسه، وثقت الصين في اليونان عندما اعتبر الآخرون مشروعاتها الرئيسية مثل ميناء بيرايوس "غير قابلة للاستثمار". "كانت الصين هنا في الأوقات الصعبة من أجل الشعب اليوناني والاقتصاد اليوناني"، حسبما ذكر وزير التنمية والاستثمار اليوناني أدونيس جورجيادس.
ثالثا، الربح للطرفين هو الداعم. ساعدت الاستثمارات الصينية في اليونان ليس فقط في تعافيها بشكل سريع من أزمتها، ولكنها سهلت أيضا التعاون الصيني مع الدول الأوروبية الأخرى.
ويحقق التعاون الثنائي نتائج مثمرة بشكل متزايد. وحققت الصادرات من اليونان إلى الصين 564 مليون دولار أمريكي العام الماضي، بزيادة بلغت 31.2 بالمئة على أساس سنوي. وفي النصف الأول من 2019، حققت التجارة الثنائية بين الصين واليونان 4.14 مليار دولار أمريكي، بزيادة 21.4 بالمئة على أساس سنوي.
وأصبحت الصين أحد أكبر المستثمرين في اليونان خلال السنوات الماضية. ونجا مشروع ميناء بيرايوس الكبير، وهو مشروع باستثمارات صينية، من الإفلاس وأصبح أكبر ميناء حاويات في البحر المتوسط.
وعقد كل من الجانب الصيني واليوناني آمالا كبيرة على زيارة الدولة التي سيجريها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اليونان، حيث سيعزز الجانبان الشراكة الاستراتيجية الشاملة وسيرسمان خريطة عمل لتنمية العلاقات الثنائية وسيوقعان على وثائق تعاون بشأن الاستثمار والتعليم وكذلك بشأن الاتفاقيات التجارية في مجالات مثل الموانئ والتمويل والطاقة.
وبما أنها أول زيارة لرئيس صيني إلى اليونان منذ 2008، تأتي زيارة شي إلى اليونان بعد معرض الصين الدولي الثاني للواردات الذي أشاد به رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ووصفه بأنه فرصة ممتازة لإظهار العلاقات اليونانية-الصينية القوية على الرغم من الشكوك العالمية.
وأشاد شي في مقالة موقعة بعنوان "لندع حكمة الحضارات القديمة تشرق من خلال المستقبل" نشرت اليوم (الأحد) في صحيفة ((كاثيميريني)) (ذا ديلي) قبيل زيارته، بالحضارتين القديمتين للدولتين اللتين لديهما الكثير لتقدماه لبعضهما البعض ولفهم بعضهما البعض بشكل أفضل والوقوف بجانب بعضهما البعض دائما.
ومن المتوقع أن تفتح زيارة شي فصلا جديدا في تنمية العلاقات الثنائية.
وفي عالم يشهد تغيرات عميقة لم يشهدها منذ قرن، تتحمل الحضارتان القديمتان الآن مسؤوليات جديدة، مثلما ذكر شي في مقالته، تجاه الاستفادة من الحضارتين في الحكمة وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية تتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والعدل والتعاون متبادل النفع.