دبلوماسي صيني: الصين تدعو إلى الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي العالمي وخفض مخاطر الصراع النووي

شنتشن 16 أكتوبر 2019 (شينخوا) قال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الصينية اليوم (الأربعاء) إن الصين تدعو إلى الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي العالمي وخفض مخاطر الصراعات النووية.

صرح بذلك فو تسونغ، مدير عام إدارة السيطرة على الأسلحة بوزارة الخارجية الصينية، خلال مراسم افتتاح الدورة الـ16 من ندوة بكين للسيطرة على الأسلحة والتي عقدت في مدينة شنتشن بمقاطعة قواندونغ جنوبي الصين لبحث قضية الأمن الدولي.

وقال فو إن الوضع الأمني الاستراتيجي العالمي ساء بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة، مع عودة الولايات المتحدة إلى عقلية الحرب الباردة وانسحابها من مجموعة من اتفاقيات الحد من التسلح التعددية أو تراجعها عن إبرام اتفاقيات في هذا الشأن، والتملص من المسؤوليات الدولية، والسعي إلى تحقيق الهيمنة العسكرية.

ولفت فو إلى أن تلك الخطوات كان لها تأثيرها الكبير في تضاؤل الثقة المتبادلة والتعاون بين القوي الكبري بدرجة بالغة، والإضرار بشدة بالاستقرار الاستراتيجي، ووقوع القواعد الدولية والأنظمة التعددية تحت ضغوط شديدة، فضلا عن تفاقم عجز الحوكمة الأمنية العالمية.

وأشار فو إلى أن تواصل تدهور الاستقرار الاستراتيجي العالمي سيؤدي حتما إلى الارتداد إلى سباق تسلح نووي وزيادة مخاطر نشوب صراعات نووية، داعيا كل الدول النووية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها تقليص دور الأسلحة النووية في عقيدة الأمن القومي، وتوفير ضمانات أمنية للدول غير النووية، وتفادي الأعمال التي تقوض الاستقرار الاستراتيجي العالمي، والتحلي بضبط النفس في بناء القدرات الاستراتيجية ونشرها.

ولفت فو كذلك إلى أنه يجب السعي إلى نزع السلاح النووي على نحو رشيد وبراغماتي، مضيفا أنه يجب على الدول النووية تعزيز الحوارات بشأن العقائد والاستراتيجيات الدفاعية النووية. وأشار إلى وجوب تسوية قضايا حظر الانتشار النووي عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، ومواجهة التحديات التي نجمت عن التكنولوجيات الجديدة على النحو الصحيح.

وأفاد أيضا بأن الصين تعرب عن أسفها البالغ إزاء انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، مردفا بقوله "ترى الصين أن الانسحاب الأمريكي سيكون له تأثيره المباشر على الاستقرار الاستراتيجي العالمي والسلام والأمن في أوروبا ومنطقة آسيا - الباسيفيك، فضلا عن نظام الحد من التسلح النووي".

وتطرق فو إلى حقيقة أن إجراء الولايات المتحدة لاختبار لصاروخ كروز متوسط المدى ذي قاعدة أرضية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من انسحابها من المعاهدة، يشير إلى أن الانسحاب كان يهدف إلى إطلاق يدي واشنطن نحو تطوير أسلحة نووية متقدمة، سعيا إلى تحقيق تميز عسكري أحادي.

واستعرض فو جهود الصين في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي، ومن بين ذلك سياسة الصين القائمة على "عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية"، مشددا على أن الصين أبدت أقصى درجات الشفافية في استراتيجيتها النووية، وتحلت بأقصى درجات ضبط النفس إزاء تطوير قوتها النووية، وتبنت توجها في غاية الحصافة والحكمة بشأن استخدام الأسلحة النووية.

وأوضح أن الصين ستبقى ملتزمة بالتنمية السلمية ومواصلة دعم التعددية، مردفا بقوله "ستكون الصين دوما قوة إيجابية في دعم جهود الحد من التسلح ونزع السلاح، وطرفا مساهما في الهدف السامي لحماية سلام وأمن البشرية".