عمان 16 أكتوبر 2019 (شينخوا) نظمت السفارة الصينية في الأردن اليوم (الأربعاء) ندوة بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بالتعاون مع مركز (الرأي) للدراسات الأردني.
وشارك في الندوة سفراء ووزراء سابقون وباحثون ومختصون، بحثوا نهضة الصين وأهمية الاستفادة من التجربة الصينية في النمو والتطور الاقتصادي، والعلاقات الصينية الأردنية، ومواقف الصين الداعمة للقضايا العربية العادلة.
وقال سفير الصين لدى الأردن بان وي فانغ، في الندوة إن الصين تدعو إلى مفاهيم التنمية الجديدة المتمثلة في الابتكار والتناسق والانفتاح والتمتع المشترك بثمار التنمية ومواصلة استكشاف المستقبل.
وأكد التزام الصين باستراتيجية الانفتاح المتمثلة في المنفعة المشتركة والكسب المشترك، وتحقيق مستويات أعلى وأكبر من الانفتاح على العالم الخارجي من خلال تبني العديد من المبادرات العامة كالحزام والطريق وغيرها من المبادرات التي وفرت منصات جديدة تسهم في خلق فرص جديدة لتنمية الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن الصين أكملت في غضون بضع عقود فقط مسار تنمية استغرق من الدول المتقدمة عدة مئات من السنين، إذ كان الناتج الاقتصادي للصين منذ تأسيسها 30 مليار دولار ليصل في عام 2018 إلى 13.6 تريليون دولار بزيادة تقدر ب 450 ضعفا محتلة بذلك المرتبة الثانية على العالم.
وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 70 دولارا إلى 9470 دولارا بزيادة تقدر ب 135 ضعفا، بحسب السفير.
وقال إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن في عام 1977، ينظر الجانبان إلى بعضهما البعض على أنهما شريكان جيدان، وقد حقق التعاون العملي في مختلف المجالات نتائج مثمرة باستمرار.
وأشار إلى أن الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي سيعقد في عمان العام المقبل سيكون حدثًا رئيسيًا آخر في تاريخ العلاقات الصينية العربية والأردنية، إضافة إلى أنه في نوفمبر المقبل ستعقد الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للواردات، والذي سيشارك فيه الأردن ولأول مرة كضيف شرف.
وأكد التزام الحكومة الصينية بتقديم كافة أشكال المساعدات للأردن من الدورات التدريبية والمعدات وإعادة تأهيل طريق السلط، ومشروع معدات المياه والمساعدات الغذائية.
كما وقعت شركة (هواوي) مع الجانب الأردني مذكرة تفاهم يتم بموجبها إنشاء ثلاث أكاديميات لشركة هواوي بالتعاون مع ثلاث جامعات رسمية لتوفير تعليم متقدم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لنحو 3 آلاف طالب، بحسب السفير.
وقال إن الجانب الصيني يعتقد بأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط، وأنها قضية السلام الجذرية للشرق الأوسط، وأنه لن يكون هنالك أي تهدئة جذرية للوضع في الشرق الأوسط إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية بشكل شامل.
واعتبر أن "حل الدولتين" هو الحل الأمثل لحل هذه القضية، حيث يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بقرارات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة، و"مبادرة السلام العربية" وغيرها من التدابير وبذل الجهود اللازمة في سبيل استئناف المفاوضات.
بدوره، قال رئيس مركز (الرأي) للدراسات خالد الشقران، إن الصين تحظى باحترام دولي نتيجة لسياساتها المعتدلة وفي مقدمتها عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى ودعمها لحقوق الشعوب العادلة وبالأخص دعم الصين الدائم للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة مستعرضا النمو والتطور، الذي حققته الصين في مختلف المجالات.
من جانبه، قال مدير إدارة شؤون اسيا وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية الأردنية السفير مالك الطوال، إن الفضل فيما شهدته الصين من تطور ونتائج مبهرة فريدة يعود إلى حكمة القيادة الصينية التي استطاعتْ أن توفر للبلاد النموذج الخاص بها والذي يسمى النموذج ذو الخصائص الصينية والذي ركز خلال العقود الماضية الأولى على الاهتمام بشأن البلاد والشعب، والعمل على صنع نهضة حقيقية بالبلاد، ومن ثم التوجه للانفتاح على العالم.
وأضاف الطوال أن أبرز ما يميز النهضة الصينية أنها لم تركز على الجانب الاقتصادي فحسب أو على مجال دون الآخر، وإنما هي نهضة شاملة انعكست على المجتمع ككل وعلى المواطن بشكل خاص.
من جانبه، قال رئيس جمعية الصداقة الأردنية الصينية جمال الضمور، إن الشعب الصيني المحب للسلام والوفاق والتواصل الدولي والتعاون المشترك مع شعوب العالم كان مثالا للتفاعلات الثقافية مع جميع البلدان الأجنبية على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون والصداقة.