تقرير إخباري: مصر تؤكد اتخاذ خطوات جادة لتحويلها إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز والبترول

القاهرة 15 أكتوبر 2019 (شينخوا) أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، اليوم (الثلاثاء) أن بلاده اتخذت خطوات جادة لتحويلها إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي والبترول.

وقال الملا، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي للبترول لدول حوض البحر المتوسط (موك)، والذي يعقد تحت شعار "مصر.. التكامل بين ضفتي البحر المتوسط"، إن "مصر تمتلك مفاتيح مستقبل الغاز في منطقة شرق المتوسط"، وعزا ذلك إلى "ما تملكه من موقع استراتيجي متميز، وصناعة طاقة راسخة، وبنية تحتية متنوعة".

وأضاف الملا، أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في سبتمبر من العام الماضي، كما حققت أعلى معدل إنتاج للزيت الخام والغاز في تاريخها خلال أغسطس الماضي، حيث وصل إلى 1.9 مليون برميل مكافئ للزيت يوميا، حسب وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)).

وأوضح أن مصر تقوم بتعزيز البنية التحتية لقطاع البترول من خلال مشروعات تطوير وزيادة طاقة معامل التكرير، وخطوط نقل وتوزيع الغاز والمنتجات البترولية، وافتتاح مجمعين كبيرين للبتروكيماويات.

وأكد أن هذه الإنجازات والإصلاحات جعلت مصر وجهة الاستثمار الأولى لكبار المستثمرين الدوليين، وهو ما جعل قطاع البترول والغاز المصري يحقق خلال السنوات الخمس الأخيرة أعلى معدل للاستثمارات في تاريخه، وبلغ 30 مليار دولار.

وأردف أنه "يجري حاليا العمل على إنهاء خطوات إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط"، بهدف "ضمان توفر آلية وضع رؤية مشتركة والإعداد لسوق إقليمي للغاز يمتاز بالاستقرار".

وشدد على أن "مصر ستلعب دورا مهما في تدفقات التجارة العالمية من خلال الاستفادة من العلاقات المتميزة مع الأطراف الرئيسية الدولية في مجال الطاقة بوجه عام، وإقامة شراكات تجعل التعاملات التجارية بين الدول أكثر سهولة".

من جانبه، رأى نيكولاس كاتشاروف نائب رئيس شركة (إديسون) الإيطالية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط ، أن "مصر لديها فرص متميزة لتتبوأ مكانة كبيرة كدولة محورية للطاقة في المنطقة، استنادا لإمكانياتها الواعدة من الغاز الطبيعي والبنية التحتية القوية والموقع الاستراتيجي ووجود سوق محلي كبير".

وأكد أن "الخطوات التي تسلكها مصر حاليا لإصلاح قطاع الطاقة وإعادة تنظيم السوق تمهد الطريق لتصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة وسوقا لتداول وتجارة الغاز والبترول تقصده الشركات العالمية".

وثمن كاتشاروف، هذه الخطوات التي تتم رغم التحديات الدولية الي تتعلق بمخاطر الأوضاع المالية والاقتصادية في العالم.

وتستثمر إديسون في حقل أبوقير المصري في البحر المتوسط منذ عام 2009، ويحقق الحقل حاليا أعلى معدل إنتاج للغاز الطبيعي منذ بداية عمله.

وبلغ إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها في تنمية الحقل منذ 2009 نحو 2.2 مليار دولار، حسب كاتشاروف، الذي أوضح أن شركته تكثف حاليا أنشطتها في مصر في عدة مناطق، بحثا عن الغاز.

من جهته، توقع الرئيس التنفيذي لشركة ((فينترشال ديا)) الألمانية بالقاهرة سامح صبري، أن تصبح مصر مركزا للطاقة في منطقة شرق المتوسط.

وأرجع ذلك إلى "الخطوات الحثيثة (التي تنفذها مصر) لتطوير بنيتها التحتية القوية، وتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من خطوط ومنافذ للاستيراد والتصدير للدول المجاورة، والاكتشافات التي يتم تنميتها، فضلا عن وجود إرادة سياسية قوية بمصر دعمت تبنيها لإقامة منتدى الغاز بشرق المتوسط واستضافته بالقاهرة".

وأوضح أن شركته تنفذ حاليا خطة عمل طموحة في مصر لتعزيز الإنتاج من حقولها في خليج السويس والدلتا والبحر المتوسط.

فيما أكد رئيس شركة ((بي بي)) مصر كريم علاء، أن "مصر في وضع جيد لتصبح مركزا عالميا للطاقة".

ورأى أن "موقع مصر الجغرافي يضعها في مركز تجارة الطاقة العالمية، وأن اكتشافات الغاز الحديثة في البحر المتوسط تثير اهتمام قادة الصناعة البترولية للاستثمار بصورة أكبر، والاستفادة من البنية التحتية الموسعة لمصر في البحر المتوسط".

وأشار إلى أن استثمارات شركة ((بي بي)) في مصر حتى الآن بلغت أكثر من 35 مليار دولار، منوها بأن شركته تعمل على توسيع أنشطتها، لتصبح مصر إحدى كبريات الدول في ملف استثمارات الشركة العالمية.

ويشارك في المؤتمر نحو 250 متحدثا على مدى ثلاثة أيام، لمناقشة ما يزيد عن 128 ورقة بحثية تغطي عددا من الموضوعات المتعلقة بصناعة البترول والغاز.

ويعقد، على هامش المؤتمر، معرض يستضيف أكثر من 350 شركة محلية وعربية وعالمية من 24 دولة، تعرض خلاله أنشطتها وأحدث التكنولوجيات المستخدمة في صناعة البترول والغاز.