بيروت 14 أكتوبر 2019 (شينخوا) يسود جدل في لبنان حول إعلان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، عزمه زيارة سوريا لبحث مسألة عودة اللاجئين السوريين في لبنان.
وأعلن باسيل وزير الخارجية اللبناني ورئيس التيار الوطني الحر، أمس الأحد رغبته في زيارة سوريا، قائلا "أريد أن أذهب إلى سوريا لكي يعود الشعب السوري إلى سوريا كما عاد جيشها، ولأني أريد للبنان "أن يتنفس بسيادته وباقتصاده".
وردا على تصريحات باسيل، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم "إذا أراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه.. المهم النتيجة"، بحسب بيان أصدره مكتبه الإعلامي.
وكان لافتا أن الحريري لم يشر إلى باسيل بصفته الوزارية وإنما بصفته الحزبية.
ويؤشر ذلك على ما يبدو، على أن الحريري يعتبر أن زيارة باسيل المحتملة إلى دمشق تأتي بصفته الحزبية وليست بصفته الوزارية.
وتابع الحريري "للتذكير فقط ... دم الرئيس رفيق الحريري أعاد الجيش السوري إلى سوريا"، وذلك ردا على ما تناوله باسيل أمس حول "نضالات" تياره السابقة لوضع حد "للوصاية السورية" على لبنان.
وكانت سوريا قد أعلنت في 30 أبريل من العام 2005 الانسحاب الكامل من لبنان بعد أكثر من 28 عاما على تواجد جيشها فيه، وذلك في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واندلاع انتفاضة في البلاد أطلق عليها اسم (ثورة الأرز) تجاه التورط المزعوم لسوريا.
وحث الحريري على "ألا يجعل النظام السوري من الزيارة سببا لعودته إلى لبنان لأننا لا نثق بنوايا النظام من عودة النازحين ... وأذا تحققت العودة فسنكون أول المرحبين".
وأضاف "البلد لا تنقصه سجالات جديدة، والهم الأساسي عندي اليوم كيف نوقف الأزمة الاقتصادية، وإذا لم يحصل ذلك ستنقلب الطاولة وحدها على رؤوس الجميع"، وذلك في رد غير مباشر على تصريحات لباسيل.
وكان باسيل قد توجه أمس للرئيس اللبناني ميشال عون، قائلا "في الوقت الذي تشعر فيه أنك لم تعد تستطيع أن تتحمل، نطلب منك أن تضرب على الطاولة، ونحن مستعدون لقلب الطاولة".
وفي سياق الجدل الدائر، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان اليوم أن "البعض يسعى إلى توريطنا بمشاكل سياسية خارجية".
وقال جعجع إن "وزير الخارجية لا يملك الحق باتخاذ موقف بهذا الحجم دون العودة إلى مجلس الوزراء، الذي لم يتخذ يوما قرارا في هذا الشأن لا سلبا ولا إيجابا".
وتطالب قوى سياسية في لبنان، بينها حزب الله، بإجراء حوار مباشر مع سوريا لحل قضية اللاجئين السوريين، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء سعد الحريري.