بكين 6 سبتمبر 2019 (شينخوا) قبل أيام من بدء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارة رسمية للصين يوم الجمعة، استقبلت برلين صغيري باندا حديثي الولادة.
وصلت الباندا العملاقة منغ منغ، أم التوأمين، إلى حديقة حيوان برلين قبل زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ألمانيا في عام 2017 في إطار برنامج بحثي حول حماية وتكاثر الأنواع المهددة بالانقراض. وتبين ولادة صغيري الباندا أن التعاون الثنائي يؤتي ثمارا جديدة وقيّمة.
وتسافر ميركل إلى بكين في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مزيد من التعاون المثمر بين اقتصادين رئيسيين في العالم على خلفية الشكوك العالمية.
في كافة أنحاء العالم، تطل الحمائية التجارية والقومية الاقتصادية برأسيهما القبيحين، وبات نظام التجارة الحرة العالمي الحالي يترنح، وأضحى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق أمرا وشيكا، وأخذ الاقتصاد العالمي يتباطأ. هذه الظروف المضطربة توفر للجانبين أسبابا وجيهة لتوحيد القوى والعمل معا بشكل أوثق.
على مدار الأعوام الماضية، تمتع الجانبان بتعاون ثابت وحيوي ذي منفعة متبادلة في العديد من المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار على وجه الخصوص.
وفقا لمكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وألمانيا قرابة 200 مليار يورو (220.4 مليار دولار أمريكي) في عام 2018، مما يجعل الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا للسنة الثالثة على التوالي.
وخلال العام نفسه، صدّرت ألمانيا بضائع بقيمة 93.1 مليار يورو (حوالي 103 مليارات دولار) إلى الصين، مما يجعلها ثالث أكبر مشتر للمنتجات الألمانية، في حين استحوذت الصين على النصيب الأكبر من واردات ألمانيا بسلع تبلغ قيمتها 106.2 مليار يورو (حوالي 117.4 مليار دولار).
وتشير الإحصاءات إلى أن الصين وألمانيا شريكان متكاملان في التجارة، ولديهما إمكانات هائلة للتعاون.
في الوقت الراهن، يظهر الاقتصاد الألماني، الذي يعتمد بشكل رئيسي على تصدير منتجات تتراوح من سيارات الليموزين من مرسيدس إلى أجهزة سيمنز للأشعة السينية، علامات ركود.
هناك حاجة ملحة لألمانيا والصين لحماية اقتصاد عالمي مفتوح وضمان ألا تتعطل التجارة الدولية الطبيعية جراء التعريفات الحمائية.
تمتلك الصين واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. ورغم الحمائية المتزايدة، فإن بكين عازمة على طرح مجموعة من تدابير الإصلاح لزيادة فتح سوقها.
وبينما تقوم ميركل برحلتها الـ12 إلى الصين كمستشارة ألمانية، يرافقها وفد كبير من المدراء التنفيذيين الألمان، وستجري زيارة أيضا لووهان، وهي مركز رئيسي للنقل في وسط الصين وتعد موطنا لصناعات التكنولوجيا الفائقة الناشئة والجامعات الصينية المرموقة. وتوفر هذه الزيارة فرصة مهمة للجانبين لتعزيز تعاونهما في السيارات بدون سائق والتصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي.
وفي وقت يسعى فيه البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما، تقدر الصين أيضا دور ألمانيا المهم في تعزيز تعاون بكين مع بروكسل. ويعد وجود اتحاد أوروبي قوي وموحد ومفتوح أمر يصب في صالح الصين.
وبعيدا عن تعزيز تعاونهما التجاري والاستثماري الثنائي، تضطلع بكين وبرلين أيضا بمسؤوليات خاصة بوصفهما من الدول الكبرى في معالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه المجتمع الدولي مثل مكافحة تغير المناخ ومحاربة الإرهاب.
في عالم اليوم حيث تسود الشكوك، فإن علاقة أوثق بين الصين وألمانيا ضرورية لجلب مزيد من اليقين والثقة في مستقبل العالم.