بكين 3 سبتمبر 2019 (شينخوا) حاول بيتر نافرو المستشار التجاري للبيت الأبيض مرة أخرى في مقابلة حديثة مع قناة ((سي أن أن))، تبرئة واشنطن من الهجمات التجارية المتزايدة ضد الصين، قائلا إن الحكومة الأمريكية" تستخدم استراتيجية التعريفة ببراعة."
من الواضح أن هذا الادعاء يتجاهل حقيقة أن السياسة التجارية المتشددة لواشنطن تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي واقتصاد العالم أيضا.
وقد تحدت الإدارة الأمريكية الحالية عددا من شركائها في التجارة في العالم منذ أن تولت السلطة قبل عامين، مدعية أنهم يستغلون الولايات المتحدة في التجارة الحرة العالمية، على الرغم من أن هذه الاتهامات تفتقر للمنطق السليم في الاقتصاد.
وشن المتشددون التجاريون في البيت الأبيض، بعقلية الضحية التي لا أساس لها، حربا جمركية على نطاق عالمي وفرضوا رسوما عقابية على واردات الألومنيوم والصلب من الاتحاد الأوروبي والغسالات من كوريا الجنوبية والمكسيك وجميع المنتجات الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة تقريبا. ووصفوا اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية بأنها "واحدة من أسوأ الاتفاقيات التجارية على الإطلاق"، ومزقوها وأجبروا كندا والمكسيك على توقيع اتفاق تجاري جديد يبرز مصلحة الولايات المتحدة.
وأدت هذه النزاعات التجارية الساخنة إلى زيادة تفاقم الشكوك بشأن الاقتصاد العالمي، وخاصة السوق المالي.
وقلل صندوق النقد الدولي في شهر يوليو النمو الاقتصادي العالمي الفعلي إلى 3.2 في المائة هذا العام، بفارق 0.1 نقطة عن توقعاته لشهر أبريل، بسبب الاحتكاكات التجارية الجارية.
ووفقا لإحصائية نشرتها الرابطة الوطنية الأمريكية لاقتصادات الأعمال في أغسطس، توقع حوالي 72 في المائة من الاقتصاديين أن الركود الأمريكي سيبدأ خلال العامين القادمين.
وسوف يدخل الاقتصاد العالمي في حالة من الركود في النهاية، إذا استمرت النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وحذر صندوق النقد الدولي من أن النزاعات التجارية سوف تقتطع 455 مليار دولار أمريكي من نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2020.
وسوف ينشر التباطؤ التجاري في العالم، الذي يبدو أمرا حتميا على المدى البعيد الآن، اضطرابات في السوق العالمي ويزعزع ثقة المستهلكين والمستثمرين ويبطئ نمو الدخل.
وإلى جانب هذا، فإنه بالنظر للترابط الشديد في العالم، حيث وصلت قيمة التجارة إلى حوالي 58 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي في نهاية 2018، سوف تتأثر سلاسل الإمداد الدولي أيضا.
والأمر الأكثر إثارة للقلق، إن التنمر التجاري لواشنطن يشكل تهديدا طويل الأمد وعميقا لصحة وسلامة النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف والمرتكز على القواعد.
يتحدى صقور التجارة في واشنطن، سلطة منظمة التجارة العالمية. ويرون أنه يجب على واشنطن إملاء القواعد التجارية العالمية، لا أن تكون تحت ولاية منظمة التجارة العالمية، على الرغم من أن الهيئة الدولية تقع في قلب النظام التجاري العالمي الحالي.
وتعد هذه الخطوات "كارثة هيكلية" وفي النهاية "تدمر نظام القواعد بشكل عملي،" وفقا لما تنبأ مارتين وانسلبين المدير العالم لرابطة الغرف الألمانية للصناعة والتجارة.
وأعلنت الصين يوم الإثنين، أنها رفعت دعوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة بعد تطبيق الولايات المتحدة لرسوم إضافية بقيمة 15 في المائة على بضائع مستوردة من الصين بقيمة 300 مليار دولار منذ الأول من سبتمبر.
إن مكافحة الصين هجوم واشنطن على نظام التجارة العالمي القائم لها أهمية عالمية . لقد حان الوقت لأن يتجمع المجتمع الدولي كله ويقوم بجهود ملموسة ضد تنمر واشنطن قبل فوات الأوان.