بكين 31 أغسطس 2019 (شينخوا) أعلنت الصين والفلبين يوم الخميس عن تشكيل لجنة توجيهية حكومية مشتركة ومجموعة عمل بين الشركات المعنية بالتعاون في مجال النفط والغاز.
وباعتباره أحدث تقدم يتم إحرازه في مجال تنقيب الجانبين المشترك عن النفط والغاز، من المتوقع أن يقوم الجهازان الجديدان بتعزيز مثل هذا التعاون وتوجيهه في المستقبل. يأتي هذا التقدم في التعاون البحري في وقت شهدت فيه العلاقات بين بكين ومانيلا تحسنا مطردا خلال السنوات الثلاث الماضية.
فمنذ تولي الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي منصبه في عام 2016، يحافظ الجانبان على تواصل فعال بشأن قضية بحر الصين الجنوبي. ومنذ أمد بعيد، تدعو الصين إلى فكرة السعي إلى تحقيق تنمية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا، وهي فكرة صارت سائدة بشكل متزايد.
وقد تحققت هذه الصداقة بشق الأنفس. فقد عانت العلاقات الثنائية في وقت من الأوقات من انتكاسات وبلغت الحضيض بسبب رفع الفلبين من جانب واحد قضية تحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي ضد الصين، والتي بدأها رئيس الفلبين آنذاك بنينو أكينو الثالث.
وتحت توجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ ودوتيرتي، استقر الوضع في بحر الصين الجنوبي وشهد تحسنا. فأينما وجدت الإرادة، يوجد السبيل. ففي عام 2017، استأنف الجانبان المحادثات المباشرة للمرة الأولى منذ ست سنوات لبحث القضايا الأمنية والتجارية.
ومن أجل إجراء حوار منتظم يُحرز تقدما، عقدت الصين والفلبين اجتماعات لآلية التشاور الثنائية حول قضية بحر الصين الجنوبي منذ مايو 2017.
وبفضل جهود الجانبين، تبددت السحب الداكنة التي خيمت على قضية بحر الصين الجنوبي. وفي بيان مشترك صدر في عام 2018، على سبيل المثال، أكد الجانبان "مجددا على أهمية الحفاظ على وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي والطيران فوقه".
وذكر بيان صدر عقب الاجتماع الرابع لآلية التشاور الثنائية في إبريل من هذا العام أن الجانبين "أشارا إلى أهمية الآلية باعتبارها منصة لمواصلة الإجراءات الرامية إلى تعزيز الثقة المتبادلة".
وأدى التفاهم وحسن النية إلى مزيد من التعاون. وتسعى الجارتان القريبتان من بعضهما البعض بنشاط إلى تحقيق التعاون بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وبرنامج "البناء والبناء والبناء" الفلبيني وتسريع التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والاتصالات والطاقة.
ولقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للفلبين في عام 2017. وفي العام الماضي، بلغ حجم استثمارات الشركات الصينية في الفلبين 930 مليون دولار أمريكي، ما جعل الصين أكبر مستثمر أجنبي في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
لقد أثبت التعاون الصيني الفلبيني خلال السنوات الثلاث الماضية أنه قائم على الفوز المشترك والمنفعة المتبادلة. وكشفت الحقائق أن أي قضية حساسة يمكن تسويتها بالشكل الملائم طالما أن الأطراف المعنية لديها إرادة وتتخذ إجراءات بناءة مثل إجراء حوار صريح وتفعيل الآليات المنتظمة.