رام الله 25 يوليو 2019 (شينخوا) أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم (الخميس)، قرار القيادة الفلسطينية وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
وقال عباس عقب اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إنه سيتم تشكيل لجنة لتنفيذ القرار المتخذ عملا بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني السابقة بشأن إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل.
وسبق أن قرر المجلسان الوطني والمركزي الفلسطينيين قبل ثلاثة أعوام تعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967 ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي.
وعقد اجتماع القيادة الفلسطينية في أعقاب هدم السلطات الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي 12 مبني سكنيا يضم عشرات الشقق في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس.
وضم الاجتماع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وقال في "ضوء ما أقدمت عليه قوات دولة الاحتلال الإسرائيلي من تدمير لعشرات من بيوت أهلنا في القدس الشرقية عاصمة دولتنا فلسطين الأبدية وتشريد مئات المواطنين الآمنيين من صور باهر الذين أصبحوا بلا مأوي في خرق إسرائيلي واضح للقانون الدولي كعادتها وخرق للشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بيننا وبينها".
واعتبر عباس أن هدم المباني "تطهيرا عرقيا وجريمة ضد الانسانية لا يمكن السكوت عليها مع أن مسألة التطهير انتهت من كل العالم بعد جنوب أفريقيا إلا أنها بقيت إلى الأن في إسرائيل برعاية أمريكية".
وقال إننا " لن نرضح للإملاءات وفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة الغاشمة وتحديدا في القدس وغيرها ، مؤكدا أن كل ما تقوم دولة الاحتلال من إجراءات في القدس غير شرعي وباطل.
وأضاف أن "الإدارة الأمريكية من خلال سياساتها المنحازة لإسرائيل ومحاولاتها تغيير المرجعيات الدولية بتمرير صفقة القرن توفر للغطاء للانتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا الأمر الذي رفضناه وسوف نستمر برفضه التزاما منا بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومصلحة شعبنا وحقوقه".
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيفشل " بصموده ومقاومته السلمية الشعبية المخططات الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي "البغيض" سيندحر عن الأرض الفلسطينية مهما طال الزمن أو قصر وستستقل دولتنا العتيدة".
وجدد عباس، التأكيد على أنه "لا سلام ولا استقرار في المنطقة وكل العالم دون أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لم يفوض أحدا للحديث باسم دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ودعا الفلسطينيين إلى عدم السكوت عن "اعتداءات قطعان المستوطنين مدعومة بدولة الاحتلال على أرواح وممتلكات أبناء شعبنا في مدنهم وقراهم ومقدساتنا المسيحية والاسلامية وبالذات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وهو أمر لا يمكن السكوت عليه ويجب منعهم بكل الوسائل المشروعة".
وأعرب عباس عن " شكره لكل دول العالم الصديقة والشقيقة التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في المحافل الدولية، داعيا إياهم إلى اتخاذ خطوات عملية وتنفيذ القرارات الأممية على الأرض ولو لمرة واحدة".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية سياسيا منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017.
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، دعا عباس، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تطبيق اتفاق القاهرة عام 2017 برعاية مصرية لمواجهة إسرائيل بقوانا جميعا قائلا :"يدي ممدودة للمصالحة ولي مصلحة أن تكون مصالحة أما أن بقى هكذا ونتكلم عن أشياء هامشية (..) آن الأوان أن نكون أكثر جدية".
ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي مستمر منذ منتصف عام 2007 على إثر سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية./نهاية الخبر/