مرجعيون، جنوب لبنان 24 يوليو 2019 (شينخوا) تقصد المسنة اللبنانية أمينة غبار، من وقت لآخر كغيرها من المدنيين اللبنانيين، المستشفى العسكري الصيني القائم في قاعدة (ميغل دي سرفانتس) في مقر قيادة القطاع الشرقي لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) من أجل العلاج.
لكن غبار البالغة من العمر (65 عاما) لم تضطر لذلك اليوم (الأربعاء) مع تنظيم الوحدة الطبية في قوة حفظ السلام الصينية يوما طبيا لصالح لسكان المدنيين في مستوصف بلدة إبل السقي في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
ونظمت العيادات الطبية النقالة العائدة للوحدة الطبية هذا اليوم لمعاينة ومعالجة المرضى المدنيين في إطار الخدمات الإنسانية، التي تقدمها قوة حفظ السلام الصينية للمدنيين في جنوب لبنان، بحسب قائد الوحدة الطبية الصينية الملازم أول لي رو تشن.
وقال لي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن هذا النشاط الطبي شمل تخصصات مختلفة".
وتوزعت هذه التخصصات بين الطب العام وأمراض الضغط والقلب والشرايين والأنف والأذن والحنجرة والأمراض الجلدية، إضافة إلى إجراء فحوص للدم وتخطيط لعمل القلب، بحسب لي.
وأشار إلى أنه تمت معالجة 45 لبنانيا من مختلف الأعمار، وقُدمت إليهم الأدوية الضرورية.
وأكد لي أن الوحدة الطبية ستعمل على متابعة الحالات المستعصية والأمراض المزمنة للمرضى الذين تمت معاينتهم اليوم في عيادات الوحدة في المستشفى العسكري الصيني القائم في بلدة "نقار كوكبا شرق بلدة مرجعيون.
وأعربت غبار عن امتنانها وشكرها لقوة حفظ السلام الصينية، قائلة "كل الشكر للكتيبة الصينية، التي تهتم بوضعنا الصحي في المنطقة الحدودية".
وأشارت إلى أن المستشفى العسكري الصيني في مقر قيادة القطاع الشرقي لليونيفيل يعالج يوميا عشرات الحالات المرضية للأهالي، الذين يجدون فيه الكثير من الرعاية والعناية الطبية في مختلف التخصصات.
وعلى غرار غبار، قالت الستينية فاطمة العبد الله من بلدة الخيام الحدودية، أنها تتلقى علاجا في المستشفى العسكري الصيني من ارتفاع ضغط الدم.
وأضافت "لقيت في المستشفى كل اهتمام وجدية في العلاج، حيث خضعت لفحوصات مخبرية عدة ولصور شعاعية تمكن بعدها أطباء المستشفى من تحديد أسباب المرض ومعالجتي بشكل ناجع".
ويثني اللبناني الأربعيني سامر اللقيس المصاب بمرض السكري، بدوره على أداء المستشفى العسكري الصيني.
وقال اللقيس ل(شينخوا) إن "الكثير من المواطنين في جنوب لبنان يقصدون المستشفى العسكري الصيني، الذي يقدم مختلف المعاينات الطبية في أمراض الضغط والقلب والرئة إلى جانب عيادة لطب الأسنان، كما يقدم الأدوية والفحوصات المخبرية للدم والسكري مجانا".
وأكسب هذا الدور الإنساني لقوة حفظ السلام الصينية "ثقة ومحبة" اللبنانيين، بحسب عضو مجلس بلدية إبل السقي كمال منذر.
وقال منذر، الذي ساعد في ترتيبات تنظيم اليوم الطبي الصيني في مستوصف البلدة ل(شينخوا) إن "الكتيبة الصينية العاملة ضمن قوات اليونيفيل استحوذت بجدارة على ثقة ومحبة أبناء القرى اللبنانية الحدودية نتيجة لمساعداتها وتقديماتها المتعددة في المجالات الطبية والصحية والاجتماعية".
وأشار إلى أنه "كان للكتيبة الصينية دور هام في إزالة الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها الجيش الإسرائيلي خلال حروبه المتعددة ضد لبنان، مما خلق نسيجا من العلاقات الودية والاحترام المتبادل بين المواطنين اللبنانيين وقيادة وعناصر الكتيبة".
وتنتشر قوة حفظ السلام الصينية في اليونيفيل بجنوب لبنان منذ العام 2006.
وتقوم هذه القوة بمهام عملانية وإنسانية تشمل الخدمة الطبية، ودعم تنقل وحرية الحركة لليونيفيل، وعمليات إزالة الألغام والتخلص من القنابل غير المنفجرة، وبناء منشآت حماية قوات اليونيفيل وشق الطرق وتأهيل المدارس ورياض الأطفال في المنطقة الحدودية.
وتقوم حاليا الدفعة 18 من قوات حفظ السلام الصينية، التي تضم 410 جنود بقيادة العقيد قاو تشاو نينغ، بمهمتها في الجنوب، وبذلك يكون حوالي 6 آلاف عسكري صيني قد قاموا بمهام حفظ السلام بجنوب لبنان.
وتعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته.
وتضم اليونيفيل في الوقت الحالي نحو عشرة آلاف و556 جنديا من 43 دولة.