شيو تيه بينغ: تحديات وفرص أمام الشركات الصينية في إفريقيا (2)

لقد ظلت الشركات الغربية تسيطر بقوة على قطاعات المالية والطيران والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وعمليات الموانئ ونقل الكهرباء وغيرها من القطاعات المتوسطة والراقية في إفريقيا بسيطرتها على الأموال والتكنولوجيا والسلاسل الصناعية. ولكن، تبدأ الشركات الصينية في الوقت الحالي دخول السلسلة الصناعية المتوسطة، حتى الراقية في مجال تصنيع وتجميع الصناعات الخفيفة، مع مشاركتها في بناء عدد متزايد من المجمعات الصناعية في إفريقيا، وحتى أصبحت تمتلك زمام المبادرة من الشركات الغربية في الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي، لذلك، يمكن القول إن استثمارات الشركات الصينية في إفريقيا تشهد تقدمًا وازدهارًا، والأمر نفسه بالنسبة لمجالات الاستثمار وطرق تحقيق الأرباح.

لكن ومع ذلك، تحتاج الشركات الصينية إلى وقت أطول لتحمل التجارب من أجل تحقيق المزيد من التنمية في إفريقيا. وخاصة يجب أن تغير حماسها في بناء "مشاريع القرن الضخمة" والسعي إلى إنجازات سياسية فقط، مع مراعاة الاحتياجات المحلية واستجابة إلى جميع مستويات المجتمع بأكمله. حيث يجب أن تقوم بتقييم القدرة على سداد الديون والائتمان والمخاطر السياسية والأمنية والمالية للمشاريع المحلية لتحقيق نجاح المشاريع وضمان استدامتها.

كما يجب على الشركات الصينية أن تهتم بتنمية الموارد البشرية في إفريقيا، سواء من حيث عدد ونوع العمال المحليين، أو قدرتهم على التشغيل والإدارة. وإلا فلن يؤثر ذلك على التنمية الإفريقية فحسب، بل سيؤثر أيضا على عوائد استثمارات الشركات الصينية. وقد كانت هناك العديد من الدروس المأخوذة من مشاريع المساعدات الإنمائية الدولية في إفريقيا منذ سنوات عديدة.

وأخيرا ينبغي إيلاء الاهتمام لتعميق وتوسيع السلسلة الصناعية للحبوب الغذائية في إفريقيا. إذ من الممكن أن يعيش ما بين 2.5 إلى 3 مليارات شخص على الأرض الإفريقية الشاسعة في حال تم تطويرها بشكل معتدل، لكن من الصعب الآن إطعام مليار شخص. لطالما كانت المنتجات الزراعية هي نقطة ضعف التنمية في إفريقي، لكنها في نفس الوقت نقطة القوة بالنسبة للصين. في الوقت الحالي تتجاهل جل بلدان العالم إمكانات إفريقيا في هذا المجال، لذلك ينبغي على الشركات الصينية أن يكون لديها رؤية واسعة لذلك.