رام الله 11 يوليو 2019 (شينخوا) اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، أن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا "صفقة القرن" انتهت وستفشل كما فشلت ورشة العمل التي نظمتها الإدارة الأمريكية في المنامة أواخر يونيو لبحث الجوانب الاقتصادية من الخطة.
وقال عباس، خلال كلمة له في بدء اجتماعات المجلس الاستشاري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن "صفقة القرن انتهت وستفشل كما فشل ورشة البحرين التي أثبتت للعالم بأن الفلسطيني رقم صعب لا يمكن تجاوزه او الاستخفاف بمصالحه وحقوقه الوطنية المشروعة".
وجدد عباس بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عنه، التأكيد على الموقف الفلسطيني الثابت والواضح فيما يتعلق بكل المشاريع والصفقات المشبوهة التي تحاول النيل من مشروعنا الوطني وتصفيته.
وأضاف أن "الجانب الأمريكي وبعد كل الذي أعلن عنه سواء فيما يتعلق بقضية القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، أو قضية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وغيرها من المواقف الاميركية المجحفة بحق القضية الفلسطينية لم يعد وسيطاً نزيها يمكن الاعتماد عليه".
وتابع عباس "لن نتعامل مع الإدارة الأمريكية ما لم تتراجع عن القرارات التي اتخذتها بحق القضية الفلسطينية، ومن ثم تطبيق الشرعية الدولية".
وقاطعت السلطة الفلسطينية ورشة العمل الأمريكية التي نظمت أواخر يونيو في البحرين، فيما تقاطع الإدارة الأمريكية سياسيا منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن القدس ونقله السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في مايو 2018.
ومنذ إعلان ترامب يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المباحثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.
وبشأن العلاقة مع إسرائيل اتهم عباس، "إسرائيل بمواصلة نقض الاتفاقيات الموقعة بيننا برعاية دولية، وتعمل بشكل ممنهج على تدمير اتفاق أوسلو التي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية معها العام 1993، مجددا التأكيد على رفض القبول باستلام أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل منقوصة".
وقال "نريد أموال الشعب الفلسطيني كاملة دون نقصان قرش واحد، مشيداً بالالتفاف الشعبي الكبير الذي سطره الموظف والمواطن الفلسطيني بالصمود رغم كل الصعاب وضيق الموارد المالية".
وتواجه السلطة الفلسطينية أزمة مالية خانقة منذ قرار إسرائيل في فبراير الماضي اقتطاع مبالغ من أموال الضرائب الفلسطينية، بذريعة ما تقدمه السلطة من مستحقات مالية إلى أسر القتلى والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
والمجلس الاستشاري لفتح يضم أعضاء هيئات فتح السابقين والحاليين.
وفي هذا الصدد، أكد عباس "أهمية انعقاد أعمال المجلس الاستشاري في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، خاصة وأن المجلس يضم خيرة الكفاءات الفلسطينية الفتحاوية التي قدمت كل ما تملك في سبيل إعلاء المشروع الوطني الفلسطيني، وتساهم في بناء وطنها بقدراتها التي نعتز بها في فتح".
وأشار إلى أن المجلس "من المؤسسات المهمة في حركة فتح وذلك لدمج الخبرات والكفاءات بين الأجيال المتعاقبة على الحركة، بما يخدم ويعزز مبدأ الشراكة وتقاسم المهام لنستطيع الوصول بمشروعنا الوطني إلى الغاية التي ننشدها وهي إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967".