تعليق: بناء البنية التحتية يساعد سكان المناطق الغربية الصينية على التخلص من الفقر

النجاح في بناء جسر على الأخدود العظيم والخطير للغاية ويبلغ ارتفاعه 150 مترًا من قاع النهر يكاد مستحيلا في عيون مستخدمي الإنترنت في العديد من البلدان، ولكن، ما هو مستحيل عند الآخرين بات نجاحا وتقدما كبيرا حققته المناطق الجبلية في غرب الصين مؤخرًا، حيث جذبت مقاطع الفيديو والصور على الإنترنت لجسر القوس “جسر جي مينغ " الرابط لثلاث مقاطعات صينية سيتشوان ويونان وقويتشو انتباهًا كبيرًا. ومع ذلك، وراء هذا ليس مجرد طفرة بسيطة في قدرات وتكنولوجيا الصين في بناء الجسر.

الجسر ليس وسيلة لقطع الوادي فقط

على مدار أكثر من 40 عامًا من الإصلاح والانفتاح، حققت الصين إنجازات لامعة عالميًا في بناء الجسور، والتي تم الاعتراف بها دوليًا. وهناك قول مأثور في عالم الجسور:" نظرنا أوروبا والولايات المتحدة قبل سبعينيات القرن الماضي، واليابان في تسعينيات القرن الماضي، والصين في القرن الحادي والعشرين". وأن الصين لم تبن أكبر عدد من الجسور في العالم (يتجاوز إجمالي عدد جسور الطرق السريعة 850 ألفًا، وتجاوز عدد جسور السكك الحديدية 200 ألف)، ونصف الجسور العشرة أكثر امتدادا في العالم (بما في ذلك جسور العوارض، الجسور المقوسة، الجسور المعلقة بالكابلات، والجسور المعلقة) موجودة في الصين. وتشير هذه البيانات إلى أن الصين قد دخلت في صفوف قوى الجسور العالمية بأكبر جسر في العالم.

بعد ثلاث سنوات من البناء، أصبح "جسر جي مينغ " لربط ثلاث مقاطعات صينية مفتوحا أمام المارة، وقد لا يكون ملفت للنظر من بيانات المؤشر. ويعود السبب الرئيسي وراء جذب هذا الجسر الواقع عند تقاطع مقاطعات سيتشوان ويوننان وقويتشو قدراً كبيراً من الاهتمام من المجتمع إلى أن استكماله سوف يحل مشاكل سفر مئات الآلاف من الناس في المناطق الحدودية بالمقاطعات الثلاث ويساعد على إخراج منطقة جبل وومن من الفقر. كما سيساعد الجسر على اختصار الوقت المروري بين محافظة شويونغ في سيتشوان ومحافظة تشونزيونغ في يونان. ففي الماضي، كان يستغرق الوقت لتنقل الأشخاص الى الجانب الاخر بالسيارة ساعتين ونصف، وإذا تسلقت الجبل وعبرت النهر لمدة ساعة ونصف، ومع الجسر، يمكن في المستقبل، القيادة إلى الجانب الآخر من النهر لمدة دقيقة واحدة فقط والسير لمسافة 300 متر. وهذا لا يجعل سكان الجبال المحليين يزورون الأقارب والأصدقاء، والعمل والدراسة أكثر ملاءمة فحسب، وإنما من أجل التنمية الاقتصادية، حيث يساهم الجسر في شحن فحم يوننان وفاكهة والتبغ من سيتشوان، وما إلى ذلك بشكل أسرع ايضا.

المناطق الغربية بحاجة إلى طرق وجسور أكثر للتخلص من الفقر

منذ وقت قريب، تم بناء الكثير من المعالم المحلية والمشاريع الرئيسية في الكثير من الدول والمناطق تحت مساعدة قدرات بناء البنية التحتية القوية في الصين، ما جعل الصينيين يعتادون على ذلك. لكن، هذه المرة جذب "جسر جي مينغ " لربط ثلاث مقاطعات صينية انتباها كبيرا عبر الانترنت، ما ألهمنا من جديد. 

ينبغي القول إن ذروة بناء الجسور الصينية على نطاق واسع قد مرت، بالطبع، لا يزال هناك سوبر جسور أكبر وأطول ذات صعوبة وتحديات تكنولوجية عالية مثل جسر مضيق تشيونغتشو تنتظر للبناء في المستقبل. ومع ذلك، من الضروري إنشاء المزيد من الجسور والطرقات مثل "جسر جي مينغ " لربط ثلاث مقاطعات التي يكون لها تأثير مهم على تحسين إنتاج السكان المحليين وحياتهم. وعلى الرغم من أن هذه الجسور أو الطرق لن تنشئ "الأولى عالميا" أو " الأولى صينيا"، ولكن التغيير الذي سيشهده المجتمع المحلي والشعب جعلهم لن ينسوه ابدا بنحت كلمة "أولا " في قلوبهم. وهذا هو أيضا تجسيد لتفوق النظام السياسي في الصين. وقد علق العديد من مستخدمي الإنترنت أن رؤية المنحدرات قرب "جسر جي مينغ " لربط ثلاث مقاطعات صينية قد تشعر الحكومات المنتخبة في الدول الغربية أن هذه مهمة مستحيلة.

لا تزال هناك فضاء في المنطقة الغربية الشاسعة وخاصة في المناطق الجنوبية الغربية مقارنة ببناء البنية التحتية في المدينة، فمع الطرق والجسور المتصل بالخارج، سيكون أساس تنميتها أكثر أمانًا.