تحقيق اخباري: في عدن .. اليمنيون يتدفقون إلى الأسواق الشعبية استعدادا لعيد الفطر رغم تواصل النزاع

عدن، اليمن 2 يونيو 2019 /في مدينة عدن الساحلية الجنوبية، غمر المتسوقون، الذين قدموا من مناطق مختلفة في الجزء الجنوبي من البلاد الأسواق العامة لشراء ملابس جديدة، استعدادا للاحتفال بعيد الفطر، الذي يحل بعد شهر رمضان.

وعلى الرغم من النزاع العسكري المستمر في البلاد، فقد عبرت حشود كبيرة من الناس، خاصة الأطفال والنساء، عن سعادتهم بالاستعدادات التقليدية لاستقبال العيد الإسلامي الكبير.

وقالت اليمنية أم أروى البالغة من العمر (39 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن جلب السعادة لأطفالها وأفراد أسرتها خلال عيد الفطر تحول إلى أولوية هذا العام على الرغم من أنهم يعانون من ارتفاع الأسعار.

وأضافت "لقد أنفقت كل مدخراتي تقريبا في شراء أشياء للاحتفال بعيد الفطر لأن الأسعار مرتفعة. لكن ذلك لا يهم مقابل أن تستمتع عائلتي خلال أيام العيد برغم كل شيء مؤلم يحدث في البلاد".

وتشهد الأسواق ارتفاعا شديدا في أسعار الضروريات والمواد الأساسية، مثل الطعام والملابس.

إلا أن ذلك لم يمنع اليمنيين من الذهاب إلى مراكز التسوق من أجل تجهيز متطلبات عيد الفطر.

ومع ذلك، اشتكى باعة متجولون من ضعف العملة في البلاد، التي شهدت تغييرات في قيمة سعر الصرف قبل أيام فقط من عيد الفطر، مما ترك تأثيرًا على أعمالهم.

وقدم الشاب سعد محمد البالغ من العمر (26 عاماً) إلى عدن وافتتح متجراً صغيراً لبيع وشراء الملابس، لكن التغيير المستمر في سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي أدى إلى انخفاض أرباحه.

وقال "ارتفعت أسعار كل شيء ولم أستطع شراء سلع جديدة من تجار الجملة"، مضيفًا أنه على الرغم من ذلك إلا أن الناس يشترون البضائع بكل أصنافها "لكن نحن نربح ونخسر".

وتشجع العديد من الشباب اليمني على فتح أعمال جديدة كباعة متجولين بعد ملاحظة تحسن في الوضع الأمني في عدن وغيرها من المحافظات الرئيسية الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عربي بقيادة السعودية.

وتحدث جمال زيد، خريج ثانوية عامة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن التحسن الملحوظ في الوضع الأمني في عدن مقارنة بالسنوات السابقة دفعه إلى العمل كبائع متجول لدعم أسرته ماديا.

وقال زيد الذي يعمل في بيع حلويات عيد الفطر في حي كريتر في عدن "الوضع آمن وكل شيء يسير على ما يرام بما في ذلك عملية البيع والشراء كما ترون هنا."

وفي محافظات اليمن الأخرى، استمر القتال في التصاعد بين قوات الحكومة اليمنية ومتمردي الحوثيين، مما أجبر الآلاف من العائلات على الفرار إلى مخيمات اللاجئين، وحرمانهم من الاستمتاع باحتفالات عيد الفطر مع أقاربهم.

وتدور في الدولة العربية الفقيرة حرب أهلية منذ أواخر عام 2014، بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي.

وتسبب الصراع اليمني طويل الأمد في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفي الوقت الحالي يحتاج حوالي 24 مليون يمني أو 80 في المائة من مجموع السكان إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً للأمم المتحدة.