بعقوبة، العراق 6 مايو 2019 /مع حلول شهر رمضان المبارك تبرز في المدن والقرى بمحافظة ديالي شرقي العراق شخصية "أبو الطبل" أو ما يسميها البعض المسحراتي، الذي يقوم بإصدار معزوفة تستخدم كأداة تنبيه على اقتراب السحور قبل حلول الفجر.
وأبو الطبل شخصية محببة جدا من قبل العراقيين في كل مناطق ديالي على اختلاف مكوناتهم وهو يحظى بالاحترام والتقدير، كما أن أغلب من يقومون بهذه المهمة من المتطوعين وهدفهم الأجر والثواب دون أي عائد مادي.
لكن الملفت في شخصية أبو الطبل في السنوات الأخيرة أنها بدأت تجذب اليها العشرات من الشباب المتطوع، والبعض منهم يبقى متعلقا بها ويستمر بأدائها سنوات طويلة وتصبح أشبه بشخصية متوارثة بين الأباء والأبناء.
وقال عمر حسن وهو شاب يبلغ من العمر 21 سنة من أهالي بعقوبة مركز محافظة ديالي لوكالة أنباء (شينخوا) "في رمضان الماضي شاركت بمساعدة مسحراتي في حينا السكني لعدة أيام وبعدها تعلقت جدا بهذه الشخصية واليوم أكملت الاستعداد للعمل بها وبدأت أولى جولاتي بين الأزقة السكنية".
وأضاف حسن أن" حب الناس والدعاء لي وأنا أتجول بين الأزقة السكنية يبعث لدي الفرح والسرور ويدفعني لمواصلة مشواري طلبا للأجر والثواب وليس بدافع مادي".
وتابع أن" أغلب المسحراتية في بعقوبة شباب لأن شخصية المسحراتي جاذبة ومن قام بأدائها ولو لفترة وجيزة سيتعلق بها جدا لانها تبعث بالنفس الطمأنينة والآمان ".
فيما بين عبد الله كامل، مسحراتي شاب في أطراف المقدادية (40كم) شمال شرق بعقوبة أنه يؤدي شخصية أبو الطبل منذ ثلاث سنوات وعمره الأن 25 سنة، كاشفا أنه خاض تجربة أبو الطبل بالصدفة مع قريب له ولم يستطيع التخلي عنها وهو ينتظر رمضان بفارغ الصبر لممارستها.
إلى ذلك قال أبومازن الزيدي، وهو من أقدم مسحراتي في ديالي والذي ترك هذه المهنة منذ 13 سنة بسبب انزلاق غضروفي حاد" أبو الطبل أو المسحراتي طقس رمضاني ساحر مارسته لعدة أيام وأنا صبي مع أبي فما كان مني إلا أني واصلت العمل بهذه المهنة لأكثر من 30 سنة متواصلة".
وأضاف الزيدي "في سنوات العنف الطائفي وتردي الأوضاع الأمنية كانت الأوضاع قاسية في بعقوبة ورغم ذلك كنت أخرج بدون خوف أو رعب لأني مؤمن بأن الأهالي يدعون لي بالخير وأن رب السماء يرعاني من أي أذى".
وكانت بعقوبة مرت بظروف أمنية عصيبة جدا بعد عام 2007 بسبب سيطرة تنظيم القاعدة على أغلب أحيائها واستهدافها المتكرر للمسحراتي في بعض مناطقها.
من جانبه قال عبد المطلب السامرائي رئيس مجلس بلدة بهرز(10كم) جنوب بعقوبة إن" المسحراتي أو أبو الطبل تحولت في بهرز وأطرافها إلى شخصية متوارثة تنتقل من الأباء إلى الأبناء الشباب وهم يحظون بالاحترام والتقدير من قبل المجتمع".
وأضاف السامرائي أن" أغلب المسحراتية في بهرز من الشباب لانها تمثل طقوس متوارثة تمتد لسنين طويلة كما أن فيها أجر وثواب وهذا دافع كبير شجع الشباب لأدائها".
على صعيد متصل قال الناطق الإعلامي باسم شرطة ديالي العقيد غالب العطية " إن الأجهزة الأمنية لديها تنسيق مع المسحراتية في عموم مناطق المحافظة، وهناك مفارز جوالة من الشرطة تقوم بتوفير المساعدة لهم والاستجابة لأي نداء طارئ".
وتابع العطيه أن" شرطة ديالي حريصة على تأمين تجوال المسحراتية في كل المناطق" مؤكدا أن الأوضاع الأمنية مستقرة وهذا ما أسهم في وجود زخم أكثر على انتشارهم بين الأحياء والقرى ".