القدس 29 أبريل 2019 /تمكن عالمان إسرائيليان بالجامعة العبرية من تحديد آلية تسمح للبكتيريا الضارة بسحب الغذاء من خلايا الجسم والتواصل مع بعضها البعض، بحسب تقرير نشرته صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية اليوم (الإثنين).
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يفتح طرقا جديدة لمكافحة البكتيريا المسببة للأمراض.
واكتشف العالمان آلية غير معروفة تقوم البكتيريا من خلالها ببناء أنبوب يشبه القصبة تستخدمه في امتصاص الغذاء من خلايا الجسم.
ويوضح البروفيسور إيلان روزنشتاين، الذي اكتشف هذه الآلية بمساعدة البروفيسورة سيغال بن يهودا، أن البكتيريا تحتوي على عدد كبير من آلات النانو على سطحها تستخدم بعضها في عملية الحقن، وتقوم بضخ البروتينات في خلايا الجسم لإضعاف الاستجابة المناعية لهذه الخلايا.
واكتشف العالمان أن البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء ليست قادرة على تمرير ما تريد إلى داخل خلية العائل فحسب، وإنما يمكنها الغوص إلى داخل الخلية بمساعدة أنابيب غشائية وامتصاص أحماض أمينية ومصادر طاقة أخرى.
ويضيف روزنشتاين إن إحدى الطرق التي يستخدمها الجسم لمكافحة البكتيريا هي إخفاء مصادر الغذاء، ولهذا تلجأ البكتيريا الضارة إلى استخدام الأنابيب لامتصاص غذائها عنوة والبقاء على قيد الحياة.
ويؤكد العالمان الإسرائيليان أنهما يجريان بحوثا لاكتشاف هذه الآلية منذ عام 2011 ، لكنهما تمكنا فقط في الآونة الأخيرة من فك رموز اللبنات الأساسية التي تستخدمها البكتيريا لبناء الأنابيب النانوية.
ويقول العالمان إن الأنابيب نفسها يمكن استخدامها ليس لامتصاص الغذاء فحسب، وإنما لتواصل البكتيريا الضارة مع بعضها البعض.
وفي البداية قام العالمان بإجراء بحث لمعرفة آلية تواصل أنواع مختلفة من البكتيريا الضارة مع بعضها البعض، وكيفية تمكنها من التعاون لمقاومة المضادات الحيوية.
واكتشف العالمان أن تبادل المعرفة بين البكتيريا لا يتم عن طريق المواد التي تفرزها، ولكن عن طريق الاتصال المباشر بينها، وهو ما قادهما إلى اكتشاف الانابيب النانوية التي تبنيها البكتيريا.
واستخدم العالمان في بحثهما مجهرًا إلكترونيًا خاصا قاما من خلاله بتصوير بكتيريا من نوع (أي كولاي) وهي ترسل انبوبا الى داخل خلية مضيفة لسحب الغذاء.
واعتمدا على طريقتين مختلفتين لفهم آلية استخدام الانبوب، الاولى من خلال التسبب بتوهج البكتيريا عند الجوع والانطفاء عند الشبع، ومن ثم شاهدا كيف حصلت على العناصر الغذائية وغيرت لونها.
وفي الطريقة الثانية ، أدخلا أحماضا أمينية ملونة الى الخلية وتابعا طريقة مرورها الى البكتيريا عن طريق انبوب الامتصاص.
ويشير العالمان إلى أن الباحثين في مختلف أنحاء العالم ربما شاهدوا في الماضي الأنابيب النانوية التي تستخدمها البكتيريا لسحب الغذاء والتواصل مع بعضها البعض دون أن يعيروها أي اهتمام.
ويأمل روزنشتاين وبن يهودا أن يساهم اكتشافهما في فتح آفاق جديدة لمكافحة الميكروبات المسببة للأمراض، وكذلك في تقديم نموذج لتطوير آلية تدفع البكتيريا النافعة الى تقليد البكتيريا الضارة والتواصل مع بعضها البعض من خلال هذه القنوات.