الدوحة 6 مايو 2019 /نفى المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان سهيل شاهين اليوم (الإثنين) تعليق المفاوضات بين الحركة والولايات المتحدة، مؤكدا أن المباحثات توقفت اليوم لكونه أول أيام شهر رمضان وستستأنف غدا.
وقال سهيل في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) اليوم " لم أقل إن المباحثات مع الولايات المتحدة علقت، بل توقفت اليوم نظرا لكونه أول أيام شهر رمضان، المباحثات ستستأنف غدا إن شاء الله".
يأتي ذلك ردا على تقارير إعلامية أفادت أن الجولة الجديدة من المفاوضات الدائرة حاليا بين الجانبين قد جرى تعليقها.
وأضاف سهيل أن المباحثات بين فريقي التفاوض لـ "إمارة أفغانستان الإسلامية" والولايات المتحدة الأمريكية سوف تستمر لخمس ساعات في رمضان، من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر.
وأكد أن المباحثات مستمرة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان وعدم السماح لأي أحد باستخدام التراب الأفغاني للإضرار بأي دولة أخرى.
وشدد المتحدث على أن هذا الأمر بالغ الأهمية من أجل المضي قدما في القضايا الأخرى.
ونقلت قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية اليوم عن مصدر مقرب من الحركة قوله إن تقدما كبيرا حصل في المفاوضات، وإن الطرفين اقتربا من حسم القضايا الرئيسية، لكنه لفت إلى وجود خلاف بين الطرفين على تسمية "حركة طالبان".
وبحسب المصدر تصر الحركة على إدراج "الإمارة الإسلامية" في نص الاتفاقية المحتمل توقيعها في إطار المفاوضات المستمرة منذ مطلع هذا العام بينما يريد الجانب الأميركي تسمية "حركة طالبان" فقط.
وفي سياق آخر، قال سهيل في تغريدة إن رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني بارادار التقى اليوم بنائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيل كاربونير في الدوحة.
وأضاف أن الجانبين ناقشا النشاطات الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان والتزام الحركة بتسهيل عمل اللجنة.
يأتي هذا مع تكثيف طالبان لهجماتها وسط دعوات لوقف إطلاق النار، إذ هاجمت الحركة مقار أمنية وعسكرية في ولايتي باغلان شمالا وفراه غربي البلاد أمس الأحد، ما أدى إلى مصرع 13 عنصرا من الشرطة في الهجوم الأول و25 جنديا في الثاني.
ودعا الرئيس الأفغاني أشرف غني اليوم الحركة للاستجابة لمطالب الشعب بالسلام واحترام شهر رمضان، مؤكدا أن الحكومة الأفغانية، التي ترفض طالبان التفاوض معها، تدعم أي جهد يفضي إلى السلام في البلاد.
وسبق أن دعا غني والمجلس الكبير (لويا جيرغا) الذي يضم زعماء قبائل وسياسيين وشخصيات بارزة في أفغانستان، نهاية الأسبوع الماضي إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان في رمضان، الأمر الذي رفضته الأخيرة.
وتشن طالبان هجمات شبه يومية تستهدف القوات الأفغانية والشرطة رغم محادثات السلام الجارية في الدوحة والتي تستهدف إنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ 17 عاما.
وأعلنت قطر الخميس الماضي استضافتها جولة جديدة من المباحثات بين واشنطن والحركة، أشارت إلى أنها تأتي استكمالا لجولتين سابقتين بدأتا من يناير الماضي بهدف تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.
وبحسب وزارة الخارجية القطرية فقد "ناقش الجانبان الأجزاء الأربعة للاتفاقية الإطارية التي تم وضعها خلال الجولات السابقة، والتي تضمنت انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان وضمان عدم استخدام أرض أفغانستان ضد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، بالإضافة إلى البدء في الحوار الأفغاني والحد من العنف الذي يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار".
وتدور هذه الجولة خلف أبواب مغلقة، وقد قامت قطر بنقل مقر انعقادها من أحد فنادق الدوحة إلى مكان غير معروف في محاولة لتوفير ظروف مواتية لإنجاحها.