عدن، اليمن 25 أبريل 2019 / يواجه آلاف من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين تحتجزهم السلطات الأمنية في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن ظروفًا إنسانية صعبة، بحسب نشطاء.
وواصلت السلطات الأمنية اليمنية حملة الاعتقال والتي بدأتها منذ عدة أيام، حيث نجحت في جمع حوالي 4700 مهاجر غير شرعي في استاد رياضي في حي المنصورة بمدينة عدن.
وأفاد نشطاء محليون وكالة انباء ((شينخوا))، ان المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المحتجزين يواجهون ظروفا معيشية قاسية بسبب الافتقار إلى الضروريات الأساسية للحياة مثل الماء والغذاء.
وقال أحمد العزاني، وهو ناشط شبابي في مدينة عدن، إن المنظمات الخيرية المحلية غير قادرة على تزويد الأعداد الكبيرة من المهاجرين الأفارقة المحتجزين بالطعام الكافي ومياه الشرب النظيفة وغيرها من الضروريات الأساسية.
وأضاف أن "عدد المهاجرين المحتجزين يزداد كل يوم حيث تواصل السلطات الأمنية اعتقال الأفارقة الذين يدخلون البلاد بطريقة غير قانونية".
وأشار العزاني الى ان "الآلاف محتجزون الآن ويقبعون في مركز الاعتقال المؤقت بداخل الملعب الرياضي ويعانون من الجوع والأمراض دون اي حضور يذكر لوكالات اللاجئين الدولية لدعمهم وتوفير الحلول اللازمة لوضعهم".
وقال خالد حازم، عامل صحي، إن بعض الأمراض سجلت بين المهاجرين بسبب الظروف الصحية السيئة في الملعب الرياضي المليء بالقمامة ويفتقر إلى دورات المياه.
وأعلن مدير أمن عدن اللواء شلال علي شايع الأربعاء أن المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة القابعين في مراكز الاحتجاز بالمدينة بدأوا إضرابا عن الطعام.
وحث المسؤول الأمني اليمني وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المهتمة بمساعدة اللاجئين على سرعة إنقاذ المهاجرين الأفارقة المحتجزين بمدينة عدن والذين يرفضون تناول الطعام والماء.
وقال مصدر في السلطة المحلية بعدن إن المهربين على طول السواحل اليمنية هم السبب الرئيسي وراء أزمة المهاجرين في عدن.
وحذر مصدر حكومي في تصريح لـ ((شينخوا)) من أن "الانتشار الأخير للمهاجرين غير الشرعيين من الدول الأفريقية قد يصب الزيت على النار لأن اليمن يخوض حاليا حربا دخلت عامها الخامس ويعاني من مشاكل كثيرة".
وفي الوقت نفسه، طالب السكان الذين يعيشون بالقرب من ملعب المنصورة الرياضي وزارة الداخلية اليمنية بنقل المهاجرين الأفارقة إلى معسكرات مخصصة للاجئين خارج مدينة عدن.
وقالوا في بيان "المخاوف تتزايد حيث أن انتشار الأمراض بين المهاجرين المحتجزين قد يؤثر على حينا السكني".
وتشير احصاءات إلى أن أكثر من 36,000 مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019.
ويستخدم المئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يبحثون عن حياة أفضل، اليمن كنقطة عبور إلى وجهتهم النهائية، المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى.
ويقال إن المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الافريقي يواجهون انتهاكات من قبل المهربين وغيرهم من المجرمين، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي.
ولقي العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من الصومال وإثيوبيا حتفهم قبالة سواحل اليمن خلال الأشهر الأخيرة.
وتدور في الدولة العربية الفقيرة حرب أهلية منذ أواخر عام 2014، بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وتسبب الصراع اليمني طويل الأمد في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفي الوقت الحالي يحتاج حوالي 24 مليون يمني أو 80 في المائة من مجموع السكان إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً للأمم المتحدة.