بروكسل 8 أبريل 2019 /قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في مقال موقَّع نُشر اليوم (الاثنين) في صحيفة ((هاندلسبلات)) الألمانية تزامنا مع بدء زيارته لأوروبا، إن الصين وأوروبا تستفيدان من التعاون الأوثق بينهما.
وفي مقال حمل عنوان "تبني الانفتاح والتعاون من أجل المنفعة المتبادلة"، أشار لي إلى تزايد الشكوك وعدم الاستقرار في الوضع الدولي وتصاعد نزعات الحمائية والأحادية ومناهضة العولمة.
وأوضح لي أنه في ظل هذه الخلفية، تحتاج الصين وأوروبا إلى التمسك المشترك بالتعددية ونظام التجارة الحرة عبر تبني منظور استراتيجي وعالمي ومنهج عقلاني.
وتابع "يحتاج الجانبان إلى العمل معا لتعزيز اقتصاد عالمي مفتوح ومواجهة القضايا طويلة الأجل فضلا عن التحديات الجديدة التي تواجه المجتمع البشري، من أجل ضخ الاستقرار في عالم تتزايد فيه الشكوك."
وأضاف رئيس مجلس الدولة أن الصين ستواصل التعاون مع الاتحاد الأوروبي في نطاق واسع من القضايا، مثل تدعيم اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة والتمسك بخطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالقضية النووية الإيرانية ومكافحة الإرهاب.
وأوضح أن الصين مستعدة أيضا لتعزيز التواصل وبناء توافق مع الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا تشمل تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية لاستيعاب مصالح وشواغل كل الأطراف بشكل كامل، وتعزيز حماية مصالح أغلبية أعضاء منظمة التجارة العالمية.
وأشار رئيس مجلس الدولة إلى أن الأعوام الـ40 الماضية شهدت تضاعف التجارة البينية 250 مرة، وإلى أن الاتحاد الأوروبي ظل أكبر شريك تجاري للصين على مدى 15 عاما متتالية، في الوقت الذي كانت فيه الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي على مدى أعوام متتالية.
وأضاف أن التجارة البينية سجلت رقما قياسيا جديدا بلغ 682.16 مليار دولار أمريكي عام 2018، وأن كل عام يشهد نحو 8 ملايين زيارة متبادلة بين الجانبين، وأن كل أسبوع يشهد أكثر من 600 رحلة جوية تربط بين الجانبين.
وتابع "أنا واثق من أن تلك الأرقام لن تشهد في المستقبل سوى نموا."
وأكد لي أن الصين بعدما فتحت أبوابها على العالم، فإنها لن تغلقها بل ستزيد من اتساعها، مضيفا أن المزيد من الشركات الأوروبية تستفيد من إجراءات الإصلاح والانفتاح الحديثة في الصين.
وتابع "على سبيل المثال، أعلنت شركة (BASF) الألمانية قرارا باستثمار 10 مليارات دولار أمريكية في مجمع إنتاج بملكية كاملة للشركة في مقاطعة قوانغدونغ الصينية."
وأضاف "سيستثمر بنك (ING) الهولندي وبنك بكين 3 مليارات يوان لتأسيس بنك مشترك، تبلغ فيه حصة البنك الهولندي 51 بالمئة، ما يجعله أول بنك في الصين تستحوذ على أغلب أسهمه جهة أجنبية. "
كما أن قانون الاستثمار الأجنبي، الذي تبنته الصين حديثا، يهدف إلى توفير حماية أفضل للمستثمرين الأجانب وجعل الصين أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي، وفقا لما قال.
وتابع "الصين مستعدة للعمل مع أوروبا لتعزيز الانفتاح المتبادل وتوفير ساحة عادلة لشركاتنا، من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين."
جدير بالذكر أن جولة لي الأوروبية، التي تستمر 5 أيام خلال الفترة من 8 أبريل إلى 12 أبريل، تشمل بروكسل لحضور الاجتماع الـ21 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي، وكرواتيا في زيارة رسمية ولحضور الاجتماع الثامن لقادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وأوضح لي أنه خلال اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي المقبل، سيتبادل الجانبان الملاحظات بشأن الجدول الزمني وخارطة الطريق فيما يتعلق بتكثيف المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار الثنائي بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأضاف لي أن الجانبين يعتزمان أيضا الدفع من أجل تحقيق تقدم مهم على صعيد المفاوضات بشأن اتفاقية المؤشرات الجغرافية، وعقد حوار التعاون الابتكاري الرابع بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وتابع "نرغب في استغلال هذه الجهود لتطوير مجالات ومعالم بارزة جديدة في التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي."
وبشأن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، قال لي إن هذا التعاون الذي يمثل منصة للتعاون بين الأقاليم موجهة نحو تعزيز التجارة الحرة والعولمة.
وأضاف "التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، الذي تطور في الإطار الأوسع للعلاقات بين الصين وأوروبا ووفقا لقوانين ولوائح الاتحاد الأوروبي، يساعد في تنمية أكثر توازنا في الاتحاد الأوروبي وإلى وحدته، ويعمل مكملا مفيدا في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي."
وقال "ما بين الصين والاتحاد الأوروبي من المصالح أكثر مما بينهما من الخلافات"، مضيفا "الجانبان لديهما الحكمة والقدرة على معالجة الخلافات على نحو مناسب، وعلى مواجهة التحديات سويا وتوسيع التعاون متبادل النفع بما يحقق مصلحة حوالي ملياري شخص من شعوب الجانبين."