بكين 9 أبريل 2019 / ما الذي حمي الأسلحة البرونزية لجيش التيراكوتا (جيش الطين) من تآكل المعادن بعد دفنها لأكثر من 2000 عام؟ كشفت مقالة نشرها علماء صينيون وبريطانيون مؤخرا أن السر ربما هو التربة في قبر الامبراطور تشين شي هوانغ.
ومنذ اكتشاف جيش الطين في الصين لأول مرة في السبعينات من القرن الماضي، تم العثور على آلاف من الأسلحة البرونزية التي حملها المحاربون بما فيها الرماح والسيوف. ومع أن المكونات الخشبية للأسلحة قد تآكلت، ما تزال الأجزاء البرونزية الباقية في حالة جيدة، فيما يمتاز كثير من الأسلحة بسطوح أصلية لامعة وشفرات حادة.
تعد هذه الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية ((التقارير العلمية)) تحديا للاعتقاد الواسع بأن الحرفيين في أسرة تشين الامبراطورية (عام 221 - عام 207 قبل الميلاد) كانوا يتقنون فنا متقدما في ذلك الوقت يستطيع الوقاية من تآكل البرونز، حسبما قالت صحيفة (تشاينا ساينس) يوم الاثنين الماضي.
واستند هذا الاعتقاد على أساس اكتشاف آثار الكروم على سطح الأسلحة البرونزية، مع العلم أن الكروم عنصر كيميائي يستخدم بشكل واسع كمعدن يمكن صقله فيما يقاوم التآكل.
وكشفت دراسات سابقة أن بعض الأسلحة كان مغطى بطبقة من أكسيد الكروم قبل دفنه.
غير أن وجود الكروم غير مرتبط بحفظ البرونز. إذ أن الباحثين بهذه الدراسة قاموا بتحليل 464 سلاحا ولم يجدوا الكروم إلا في 37 قطعة منها، الأمر الذي يثبت أن وجود هذا العنصر على سطح المعادن ليس مظهرا عاما.
وبدلا من الكروم على سطح الأسلحة، فإن تربة الدفن لعبت دورا مهما في حفظ المعادن بشكل جيد.
ووفقا لما ذكر الباحثون فإن القاعدية المعتدلة للتربة وحجم جسيماتها الصغيرة ومحتوى القصدير العالي بها ساهمت جميعها في منع تشكيل الأحماض التي تؤدي إلى تآكل المعادن.
وخلال أسرة تشينغ الإمبراطورية تم بناء جيش الطين بأمر من الامبراطور تشين شي هوانغ، الذي قام بتوحيد الصين لأول مرة في التاريخ.
وترأس الدراسة فريق من الباحثين القادمين من جامعة كامبريدج وجامعة بكين للعلوم والتكنولوجيا ومتحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ.