تونس 2 أبريل 2019 / قال الدكتور الأستاذ ليو شين لو، نائب عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، يوم الثلاثاء في تونس، إن ما يسعد الجانبين الصيني والعربي هو أن التعاون بينهما قد تجاوز النمط التقليدي.
وقال ليو في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة الثامنة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، والدورة السادسة لندوة الاستثمارات، واللتين اختتمتا أعمالهما يوم الثلاثاء بتونس، إنه رغم أن الطاقة التقليدية والتجارة التقليدية والبنية التحتية التقليدية مازالت جزءا مهما من مقومات التعاون الاقتصادية، ولكن وزن التعاون في المنتجات ذات التكنولوجيا الفائقة والحديثة والاستثمار المتبادل في المشاريع ذات الشأن الاستراتيجي، شهد ازديادا كبيرا.
وتابع الدكتور قوله إنه على سبيل المثال، أثمر التعاون بين الجانبين ثمارا في الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة والمدن الذكية، وغيرها، مما رفع مستوى التعاون إلى "الشامل "و "الاستراتيجي" حيث تعززت علاقة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الجانبين في السنة الماضية.
هذا ودعا المشاركون في الدورة الثامنة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، والدورة السادسة لندوة الاستثمارات بتونس، إلى ضرورة تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، لإنشاء البنية التحتية الرقمية عالية الجودة ودفع إنشاء آلية التبادل بين مؤسسات البحث والدراسة للجانبين وإعداد الكفاءات وتدريبها لمواجهة التحديات التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة.
قال ليو "إن الجولة الجديدة من التصنيع تتدفق إلينا الآن، وسوف تأتينا بتغيرات عميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية."
وأضاف "لا بد للدول النامية من تعزيز التعاون والتضامن، لتجنب الفجوة المتزايدة بين الدول المتقدمة والدول النامية في الوضع الجديد".
وفيما يتعلق بأسباب طرح الصين مبادرة الحزام والطريق (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21)، قال ليو إن أحد الأسباب المهمة هو أن الصين تعتقد أن العولمة هي مازالت تيارا لا يقاوم، رغم وجود مشكلات وعيوب لها، ولكن الحل لا يكمن في الانعزالية والحمائية، مشيرا إلى أن الصين تود تقاسم إنجازاتها الاقتصادية مع الدول الأخرى وخاصة الدول النامية، وهي ترى أن ذلك مفيد لتحقيق حلم الصين وحلم الدول العربية، والصين سوف تتحمل مسؤولية أكبر عبر تقديم منتجات عامة أكثر في إطار الحزام والطريق.
هذا وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد قال خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، في بكين العام الماضي، إنه يجب إجادة تنفيذ برنامج الشراكة الصينية العربية للعلوم والتكنولوجيا وإنشاء مختبرات مشتركة في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك. ويجب تسريع بناء طريق الحرير السيبراني، سعيا لمزيد من التوافق والنتائج للتعاون في مجالات البنية التحتية السيبرانية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية.
وتضمن جدول أعمال مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، والدورة السادسة لندوة الاستثمارات، مناقشة عدة مسائل هامة ذات اهتمام مشترك، وذلك في إطار ثلاث جلسات عمل، الأولى بعنوان "تنويع العلاقات الاقتصادية العربية الصينية في إطار الثورة الصناعية الرابعة"، والثانية بعنوان" فرص ومناخ الاستثمار في تونس"، بينما ناقشت جلسة العمل الثالثة "سبل تدعيم التعاون الاستثماري والمالي بين الدول العربية والصين".