ولنغتون 3 إبريل 2019 / عندما وصل إريك لفنغستون، وكان حينها في الـ43 من العمر، ومديرا إداريا لشركة تربية حيوانات، إلى بكين عام 1984 على متن طائرة تابعة للقوة الجوية النيوزيلاندية، بعد رحلة 18 ساعة، كان متعبا.
وقال مستذكرا تلك الفترة "الجميع كان يلبس على غرار بدلة ماو(تسه تونغ) بلون أزرق أو أسود. ولا توجد ملابس براقة، ولا دعايات. والسيارات الموجودة هي الروسية فقط". لقد كان ضمن "عصابة الـ40" كما وصفها الإعلام النيوزيلاندي، وهي وفد رفيع المستوى من مدراء ومسئولي شركات زاروا حينئذ كلا من بكين ونانجينغ وشانغهاي.
قال لفنغستون، الذي كان رئيسا لجمعية الصداقة النيوزيلاندية-الصينية، في حديث مع ((شينخوا))، قبل مراسم انطلاق عام السياحة بين الصين ونيوزيلاندا يوم السبت، إنه لم يتوقع أبدا أن السياحة في نيوزيلاندا ستحظى بدفعة كبيرة جدا من قبل بلد يختلف تماما عن بلده.
خلال الفترة من 1984-1985، انضم لفنغستون إلى 3 بعثات تجارية للصين. ومنذ ذلك الحين، استضاف العديد من المسئولين الصينيين والوفود من الصين، في مدينة كرايستشيرش، وهي الأكبر في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلاندا، وزار الصين 17 مرة خلال 30 عاما.
وقال إنه خلال العقود الأربعة الماضية، قام المزيد والمزيد من النيوزيلانديين بزيارة الصين للسياحة أو لممارسة الأعمال، مشيرا إلى أنه "مندهش جدا" للزيادة الكبيرة في السياح الصينيين إلى نيوزيلاندا.
ومع ازدياد أعداد الطلاب الصينيين الدارسين في نيوزيلاندا، ازدادت معرفة النيوزيلانديين بالصين من خلال التواصل مع هؤلاء الطلاب. والصين حاليا هي أكبر مصدر للطلاب الدوليين إلى نيوزيلاندا، حيث هناك أكثر من 40 ألف طالب صيني التحقوا هناك عام 2017.
لقد تعززت التبادلات السياحية بين البلدين بشكل واسع، منذ عام 1999 حيث تم إدراج نيوزيلاندا ضمن الدفعة الأولى للدول التي اعتبرتها الصين كوجهات سياحية مفضلة.
وبفضل تطور العلاقات بصورة عامة، وبفضل تعزز التبادلات السياحية خاصة، أعلن رئيسا وزراء البلدين في عام 2017، أن يكون عام 2019 عاما للسياحة بين البلدين، في مسعى لبناء علاقات ثنائية أقوى والمزيد من تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية.
قالت رئيسة وزراء نيوزيلاندا جاسيندا أرديرن في رسالة تهنئة بانطلاق العام السياحي، في ولنغتون يوم السبت "إن السياحة عنصر حيوي في علاقاتنا الثنائية، وهي دافع مهم خصوصا للتنمية الاقتصادية".
أما رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، فقال في رسالة تهنئة لمراسم افتتاح العام السياحي 2019 بين الصين ونيوزيلاندا، يوم السبت في ولنغتون، إن السياحة مجال هام للتعاون الصيني-النيوزيلاندي، وهي قوة دافعة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين وعلاقاتهما الودية.