واشنطن 25 مارس 2019 /وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المتنازع عليها، في خطوة تمثل تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الإعلان:"من المناسب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان"، مبررا الخطوة بحاجة إسرائيل الأمنية لذلك.
وذكر ترامب قبل التوقيع على المرسوم في البيت الأبيض، بينما كان يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياهو إلى جانبه، "لقد استغرق الأمر وقتا طويلا".
ورحب نتنياهو بخطوة ترامب بخصوص مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمتها في الثمانينات، واصفا الاعتراف بأنه "تاريخي"، مضيفا أن إسرائيل لم يكن لها صديق أعظم من الرئيس ترامب في تاريخها.
وردا على ذلك، وصفت وزارة الخارجية السورية الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية علي مرتفعات الجولان بأنه"اعتداء صارخ علي سيادة ووحدة الأراضي السورية"، وفقا لما ذكرته وكالة ((سانا)) الرسمية للأنباء.
وينظر لخطوة ترامب على نطاق واسع بأنها مكسب سياسي ثمين وسند سياسي جاء في وقته لنتنياهو الذي يسعى إلى إعادة انتخابه لولاية خامسة في أبريل المقبل، لكنه يواجه منافسة شرسة من جانب رئيس الأركان السابق بيني جانتز، فضلا عن سلسلة من المزاعم بشأن الاحتيال والرشوة.
وقال واين وايت، نائب مدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط السابق في وزارة الخارجية، إن نتنياهو يتطلع إلى إعادة انتخابه في هذه المرحلة. وأضاف أن "مساعدة ترامب في شكل زيارة بومبيو الدافئة والداعمة لإسرائيل وزيارة نتنياهو للولايات المتحدة والاعتراف بالجولان، سيكون لها تأثير على بعض الناخبين الإسرائيليين".
كما أشار داريل ويست، الزميل البارز في معهد بروكينغز، إلى أن الاعتراف، الذي يأتي قبل الانتخابات مباشرة، يهدف إلى "تعزيز آفاق إعادة انتخاب نتنياهو، لكنه يجعل السلام أكثر صعوبة لأنه يوسع الهوة بين دول الشرق الأوسط".
ورأى دينيس روس، الباحث المرموق بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مقابلة مع صحيفة ((المونيتور))، أن القرار يساعد نتنياهو سياسيا، ولكنه قد يعرض خطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط للخطر.
وقال "سيجعل الأمر أكثر صعوبة علي القادة العرب أن يستجيبوا لها بشكل إيجابي. لن يرغبوا في الظهور وكأنهم يقبلون بالتنازل عن ما يرونه أرضا عربية".
واستولت إسرائيل علي مرتفعات الجولان في حرب 1967 وضمتها في الثمانينات، ولكن المجتمع الدولي لم يعترف بهذه الخطوة.
ويؤكد القرار 497 لمجلس الأمن للعام 1981 على الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الاسرائيلي ويعتبره "باطلاً ولا أثر قانونياً له".
وقد أثار قرار ترامب بشأن مرتفعات الجولان علي الفور معارضة واسعة من قبل المجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين إنه بالنسبة للأمين العام أنطونيو غوتيريش،"من الواضح أن وضع الجولان لم يتغير".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان له يوم الاثنين إن إعلان ترامب باطل وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان سيؤدي إلى انتهاك القانون الدولي، وعرقلة تسوية الأزمة السورية، وتفاقم الوضع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو يوم الاثنين أن اعتراف الولايات المتحدة لن يشرعن الاحتلال الإسرائيلي، بل على النقيض من ذلك، سيزيد من التوترات في المنطقة بعرقلة جهود السلام في الشرق الأوسط.