سفير الصين لدى بريطانيا: بحر الصين الجنوبي يحتاج إلى السلام والاستقرار

لندن 20 مارس 2019 /قال السفير الصيني لدي بريطانيا ليو شياو مينغ يوم الأربعاء إن بحر الصين الجنوبي يحتاج إلى السلام بدلا من الصراع، والاستقرار بدلا من الاضطرابات، لخدمة مصالح الدول في المنطقة وكذلك جميع الدول في العالم.

وقال ليو في مقال يحمل توقيعه نشر بصحيفة ((ديلي تلغراف)) تحت عنوان "دبلوماسية البوارج لا تعزز السلام"، إنه من الأهمية بمكان أن تدرك الدول الواقعة خارج المنطقة مدي أهمية هذا الأمر بالنسبة لجميع الشعوب، وأن تسهم في السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي بدلا من القيام بالعكس.

وقال الدبلوماسي الصيني إن حرية الملاحة طالما استخدمت كذريعة من قبل بعض السياسيين الغربيين"لاستعراض عضلاتهم العسكرية من خلال إرسال السفن البحرية إلى بحر الصين الجنوبي"، مؤكدا أن هذا الممر الملاحي محمي بالفعل بموجب القانون الدولي.

وأضاف:"في كل عام، تمر أكثر من 100 ألف سفينة تجارية، تمثل ثلث التجارة البحرية في العالم، عبر بحر الصين الجنوبي. ولم يتم قط وقف أو عرقلة أي واحد منهم".

واستشهد ليو بأن غالبية البضائع التي تداولت بين بريطانيا والصين، والتي بلغت في العام الماضي 80 مليار دولار أمريكي للمرة الأولى، شُحنت عبر بحر الصين الجنوبي، مضيفا "ليس هناك أي شك في أن بحر الصين الجنوبي هو الأكثر ازدحاما والأكثر أمانا والأكثر حرية بين ممرات الشحن في العالم".

وقال السفير الصيني لدى بريطانيا إن هؤلاء الذين يواصلون الدعوة إلى حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي يقلقون من مشكلات ليست موجودة إلا في مخيلتهم حسبما يقول المثل الصيني.

وكتب أن الوضع في بحر الصين الجنوبي ليس مستقرا كما يقال كثيرا، قائلا إن السبيل الوحيد للتسوية السليمة هو من خلال التفاوض والتشاور علي أساس الإرادة الحرة والمساواة في السيادة بين الأطراف المعنية، وهو بالضبط الذي تعمل الصين ودول أخرى من أجله.

وأشار إلى أن الصين وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يعملون منذ سنوات بنشاط لمعالجة قضية بحر الصين الجنوبي، مؤكدا أن النزاعات ذات الصلة لم تؤثر علي تنمية العلاقات الثنائية بين الصين والدول الأخرى في المنطقة، ولكنها دفعت الأطراف إلى الجلوس معا ومناقشة الخطط الرامية إلى تحقيق الاستقرار وحماية السلام.

وندد ليو بتصرفات الدول الأخرى التي اختارت إرسال سفن حربية بذريعة "حرية الملاحة".

وقال إن مساحة بحر الصين الجنوبي تبلغ أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع في المنطقة ولديه العديد من ممرات الشحن. بيد أن البعض ما زالوا يختارون توجيه سفنهم الحربية البحرية بالقرب من المياه المتاخمة للجزر والشعاب الصينية أو حتى دخول المياه الإقليمية للصين بشكل غير قانوني.

وكتب:"إن هذه التحركات تشكل تعديا صارخا علي سيادة الصين وحقوقها البحرية، وتدفع بشكل متعمد إلى دق إسفين بين الصين وجيرانها، كما تفاقم التوترات الإقليمية".

وأضاف السفير الصيني" إذا كانت هذه الأعمال من دبلوماسية البوارج، المدفوعة بعقلية الحرب الباردة، ليست محاولات متعمدة لإثاره المشكلات، فماذا هي إذن. يجب على العالم أن يقول لا لأعمال الهيمنة هذه"، مؤكدا أن" حرية الملاحة "ليست رخصة للقيام بكل ما يريده المرء".

وختم ليو قائلا، "تعتزم المملكة المتحدة بناء بريطانيا عالمية بعد بريكست. وفهمي لكلمة "عالمية" ينطوي على تفكير استراتيجي ورؤية واسعة. وهو يعني المساهمة النشطة في السلام والتنمية العالميين بدلا من دبلوماسية البوارج القديمة"، مقترحا على بريطانيا اتخاذ الخيار الذي يمكن أن يصمد أمام اختبار الزمن كبلد صاحب رؤية وحكمة.