دمشق 19 مارس 2019 /تشهد العاصمة السورية دمشق خلال اليومين الماضيين نشاطا مكثفا لقادة عسكريين لدول حليفة لسوريا لتنسيق المواقف تجاه مكافحة الإرهاب والوضع المقلق في محافظة إدلب وشرق الفرات.
وبحث الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الثلاثاء) مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأوضاع في منطقتي إدلب وشرق الفرات والتسوية ما بعد النزاع ، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا) .
وأفادت وكالة (سانا) أنه " تم خلال اللقاء بحث الأوضاع في منطقتي إدلب وشرق الفرات، حيث كان هناك توافق في الآراء حول ضرورة مواصلة العمل المشترك لوضع الحلول المناسبة لاستعادة الأمن والأمان في المنطقتين واتخاذ ما يمكن من إجراءات لعدم السماح للدول المعادية للشعب السوري بأن تحقق من خلال سياساتها وممارساتها في هاتين المنطقتين ما عجزت عن تحقيقه خلال سنوات الحرب".
بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "شويغو أجرى زيارة عمل إلى سوريا بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونقل رسالته إلى الأسد".
وأضاف البيان أنه تم "خلال اللقاء بحث مسائل محاربة الإرهاب، ومختلف جوانب توفير الأمن في الشرق الأوسط والتسوية ما بعد النزاع".
وتأتي زيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا بعد يومين على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن هناك مباحثات مستمرة مع الحكومة السورية بشأن إقامة منطقة آمنة شمال البلاد.
كما تأتي الزيارة أيضا بعد تعرض المنطقة منزوعة السلاح للقصف من قبل الطيران السوري والروسي وتقارير صحفية تتحدث عن استعدادات في قاعدة حميميم لشن عملية عسكرية محتملة على إدلب.
ولعبت روسيا دورا كبيرا في الأزمة السورية، حيث ساهم تدخلها العسكري المباشر في 30 سبتمبر عام 2015 في انقلاب موازين الصراع لصالح الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر روسيا من أكثر الدول دعما لسوريا، حيث منعت الدول الغربية من اتخاذ قرار في مجلس الأمن قد يسمح بتدخل عسكري في البلاد.
من جانب آخر، عقد رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري و رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول هاني الغانمي والعماد علي عبد الله أيوب وزير الدفاع السوري عقدوا أمس الإثنين اجتماعا ثلاثيا في مبنى وزارة الدفاع السورية ناقشوا خلاله جميع المسائل المشتركة في جو من الشفافية والحرص على التنسيق وتمتين أواصر التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للدول الثلاث.
وبعد جلسة المباحثات، أكد العماد أيوب في مؤتمر صحفي مشترك مع اللواء باقري والفريق أول الغانمي أن سوريا لا تساوم بحقها في الدفاع عن سيادتها وستستعيد السيطرة على كل شبر من أرضها.
وقال العماد أيوب إن "هذه الاجتماعات كانت مهمة للجميع وهي ناجحة بامتياز وعلى شتى الأصعدة والمستويات وما تمخض عنها سيساعدنا بالاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الإرهاب وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم " .
وأشاد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه أمس بوفد عسكري إيراني عراقي، بالعلاقات "المتينة" بين بلاده وإيران والعراق، مؤكدا أنها "تعززت" خلال الحرب على الإرهاب.
وقال الرئيس الأسد خلال اللقاء "إن العلاقة، التي تجمع سوريا بإيران والعراق علاقة متينة تعززت خلال فترة الحرب، حين امتزجت دماء القوات المسلحة السورية والإيرانية والعراقية في مواجهة الإرهاب ومرتزقته".
واعتبر الأسد أن اللقاء "يعبر عن وحدة المعركة والخندق والعدو".
وجرى خلال اللقاء بحث "التطورات الحالية للوضع الميداني في سوريا، وسبل تعزيز التنسيق بين البلدان الثلاثة، بما ينعكس إيجابا على الجانب العملياتي لمكافحة الإرهاب على الأرض"، بحسب الوكالة.
بدوره، أكد رئيس أركان الجيش الإيراني "أن محاربة الإرهاب والدفاع عن سوريا هو دفاع عن العراق وإيران في آن واحد " لأنه "يشكل خطرا على جميع تلك الدول ويستهدف المنطقة برمتها".
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش العراقي، "إن العراق عمق سوريا، وسوريا هي عمق العراق، والحدود بين البلدين لم ولن تقف عائقا أمام وحدة الشعبين الشقيقين اللذين يشتركان في التاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد والمصير الواحد".
وأكد الغانمي أن القوات العراقية مستمرة بمكافحة الإرهابيين على الحدود العراقية السورية.
ومن جانبه قال المحلل الاستراتيجي السوري العميد هيثم حسون لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق إن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق جاءت لاستكمال الاجتماع الثلاثي الذي جمع بين القادة العسكريين لكل من إيران والعراق وسوريا في دمشق ، ونقل النتائج إلى الحيز العملي خاصة أن الاجتماع ركز على ضرورة اتخاذ خطوات عملية فيما يتعلق مع الوضع الشاذ في إدلب وضرورة تحرير هذه المحافظة وإيجاد السبل لمنع تركيا من البقاء وبالتالي احتمال المواجهة مع الجيش السوري وحلفائه.
وأكد أن موضوع إدلب الأن هو الأكثر سخونة والتنسيق يتم بهدف اتخاذ القرار لتنفيذ عملية عسكرية في تلك المنطقة هو أمر منتهي ولكن ما يؤخر العملية هو تحييد تركيا وإخراجها من المشهد.