صنعاء 9 مارس 2019 / يواجه تنفيذ اتفاق ستوكهولم بين الأطراف اليمنية (الحكومة والحوثيين) تحديات كبيرة بشأن تنفيذه خاصة في مساراته الرئيسية.
ورعت الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي جولة مشاورات بين الحكومة والحوثيين في العاصمة السويدية ستوكهولم، واتفق حينها الجانبان على وقف العمليات العسكرية وإعادة انتشار القوات (انسحابها) من مدينة الحديدة الساحلية وموانئها (الحديدة – الصليف- رأس عيسى) غربي اليمن ، وكذا تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا، وتحت قاعدة (الكل مقابل الكل).
وفيما يخص اتفاق الحديدة، تعثر تنفيذ الاتفاق بين الجانبين رغم تجزئته إلى مراحل ، وعلى الرغم من الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة عبر رئيس فريقها لمراقبة تنفيذ الاتفاق الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، وقبله الجنرال الهولندي باتريك كاميرات.
وبدأ وقف إطلاق النار في المحافظة في 18 ديسمبر الماضي، إلا أنه لم يصمد وشهد خروقات واسعة وسط تبادل الاتهامات بالخروقات بين الحكومة والحوثيين.
وتصاعدت حدة المواجهات اليوم (السبت) في مناطق عدة بأطراف مدينة الحديدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، والواقعة على سواحل البحر الأحمر.
وقال سكان محليون في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن معارك عنيفة شهدتها مناطق عدة بأطراف مدينة الحديدة بين الحوثيين والقوات الحكومية.
وأوضحوا أن المعارك تركزت في شارع الخمسين وحي سبعة يوليو وحارة الضبياني (شمال شرق المدينة)، وفي جولة يمن موبايل ومناطق عدة في الجهة الشرقية من المدينة، إضافة إلى تبادل القصف المكثف باتجاه مطار الحديدة الدولي جنوب غربي المدينة.
وبحسب المصادر، فان المواجهات يستخدم فيها مختلف الأسلحة وتبادل القصف المكثف، وسط دوي انفجارات كبيرة في مناطق المواجهات.
وقالت قوات المقاومة الوطنية (فصيل يقاتل إلى جانب القوات الحكومية) إنها افشلت أكبر محاولة تسلل للحوثيين في مدينة الحديدة.
وأوضح بيان للقوات، أنه "في إطار تصعيد عسكري جديد بدأت ميليشيات الحوثي في الساعات الأولى من فجر اليوم (السبت) بتنفيذ أكبر محاولة تسلل داخل مدينة الحديدة والمتزامن مع رفضها الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة تنفيذا لاتفاق ستوكهولم".
وأشار البيان إلى أن "مليشيات الحوثي قصفت مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي في مدينة الحديدة بعدد من قذائف الهاون وتتسبب بحريق هائل في هنجرين".
كما قالت قوات ألوية العمالقة (قوات حكومية) في بيان ، إن مواقعها في مديريتي حيس والتحيتا جنوبي الحديدة تعرضت للقصف من قبل الحوثيين بمختلف الأسلحة والقذائف المدفعية.
من جانبه قال المتحدث باسم قوات الحوثي، العميد يحيى سريع، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه،إن القوات الحكومية ارتكبت خلال الـ72 ساعة الماضية 678 خرقا، مستهدفين الأحياء السكنية ومنازل ومزارع المواطنين ومواقع قوات الجيش في الحديدة بـ 355 قذيفة و202 عملية إطلاق نار من الأسلحة المتوسطة والخفيفة".
وقال مصدر حكومي يمني اليوم (السبت) لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن النقاشات بشأن اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين مع الحوثيين توقفت بشكل كلي منذ نحو أسبوعين.
وأوضح المصدر، مفضلا عدم ذكر هويته، أن عدم جدية ميليشيات الحوثي وتعنتهم ومحاولة تجزئة الاتفاق ووضع العراقيل باستمرار، حالت دون التوصل إلى تنفيذ الاتفاق.
وأكد المصدر، على موقف الحكومة والتزامها بتنفيذ اتفاق ستوكهولم بكافة مساراته، بما في ذلك تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، بشكل كامل دون تجزئة أو نقصان.
بدورها اتهمت جماعة الحوثي، الحكومة بإعاقة تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في حكومة صنعاء (غير معترف بها) اليوم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة، أن الطرف الآخر يعيق تنفيذ اتفاق السويد ويطرح مطالب خارج الاتفاق.
ودعا المصدر، الأمم المتحدة إلى الخروج عن صمتها والاضطلاع بمسؤوليتها في إلزام الطرف الآخر لاحترام التزاماته والانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي، إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث "يعمل بشكل عميق للغاية على محاولة إقناع الأطراف اليمنية بالتنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم".