تعليق: السدود نموذج للتعاون بين الصين والسودان، وشاهد للصداقة العميقة بين البلدين

أصدر بنك السودان المركزي فئتين جديدتين من 100 جنيه و200 جنيه سوداني رسميا يوم 1 فبراير الجاري. وقد طبع على الصورة الخلفية لـ 100 جنيه سوداني سد مروي وسد الروصيرص وسد اعالي عطبرة أنشأت من قبل شركة الصين الدولية للمياه والكهرباء التابعة لمجموعة الصين للخوانق الثلاثة.

وبالنسبة للصعوبات في الحياة اليومية للسودانيين قبل استكمال سد مروي، قال ليو يونغ قانغ ، المدير العام لمشروع "سد اعالي عطبرة" ومشارك في انشاء مشاريع السدود الثلاث في السودان :" قبل بناء السد، كان اجمالي الطاقة المركبة للبلاد حوالي 600 ألف كيلووات ، ولا توجد شبكة كهرباء ناضجة ، ولا تستطيع الكهرباء المنتجة في البلاد تلبية استهلاك الطاقة في العاصمة الخرطوم. وفي ذلك الوقت، كانت الكهرباء المستخدمة في الحياة اليومية للشعب السوداني، وخاصة الإضاءة الليلية تؤثر كثيرا على الحياة، حيث يعتمد عمل مولدات الكهرباء على محركات الديزل التي تصدر ضوضاء هائلة وتلوث الهواء."

في عام 2003، قررت الحكومة السودانية بناء سد مروي في المناطق العليا لنهر النيل، وكان نصيب في انشاءه شركة الصين الدولية للمياه والكهرباء، وبلغت القيمة الإجمالية للعقد حوالي 600 مليون يورو، وهو أعلى قيمة تعاقدية للمشاريع الفردية التي تعاقدت عليها الصين في ذلك الوقت. وفي عام 2009، بلغت أول وحدة تولد الكهرباء في سد مروي بطاقة إجمالية 1.25 مليون كيلووات ، مما يضاعف مباشرة توليد الطاقة الوطنية في السودان. وفي نفس الوقت، بدأ السودان في بناء الشبكة الكهربائية الوطنية على اساس سد مروي.

قال ليو يونغ قانغ: " أشاد الرئيس السوداني عمر البشير خلال حفل تدشين سد مروي، بأهمية السد في البناء الاجتماعي والاقتصادي للسودان، وبالمساهمات البارزة للمؤسسات الصينية".

"بعد الانتهاء من بناء سد مروي، تم ضمان توفير الكهرباء للبلدية الأساسية في الخرطوم، بسعر أرخص بكثير من ذي قبل. ومن الساعات القليلة السابقة من الإمداد بالطاقة كل يوم، الى انقطاع قليل في التيار الكهربائي اليوم، التغيير كبير للغاية". قال مواطن سوداني مسرورا

تم بناء سد الروصيرص في ستينيات القرن الماضي، وأصبح قاع الخزان مغمورا بشكل كبير، كما انخفضت قدرة المياه المخزونة إلى حد كبير، وبات من المستحيل ضمان كمية كافية من المياه لتوليد الطاقة. وفي عام 2008، خططت الحكومة السودانية لتجديد محطة الطاقة المائية في سد الروصيرص ، ورفع مستوى السد وتحديث معدات توليد الطاقة الحالية. ولا يعد رفع مستوى السد الذي تم استخدامه منذ ما يقرب من 50 عامًا أقل صعوبة من بناء سد جديد. واستغلت شركة الصين الدولية للمياه والكهرباء المزايا التكنولوجية وخبرة البناء للتغلب على الصعوبات الفعلية لموقع السد الحالي وظروف البناء غير المواتية. وفي عام 2015، اكتمل مشروع ارتفاع سد الروصيرص بمقدار 10 أمتار إجمالاً، وزادت سعة تخزين المياه بـ 4 مليارات متر مكعب، وزاد إجمالي القدرة المركبة لتوليد الطاقة من 280.000 كيلووات إلى 415.000 كيلووات.

يقع مشروع سد أعالي نهر عطبرة على بعد 460 كيلومتراً من الخرطوم، وقد بدأ بناءه رسمياً في مايو 2010 بقيمة تعاقدية قدرها 838 مليون دولار. وفي يناير 2015، افتتح رسميا مخزن المياه لسد أعالي نهر عطبرة، مما شكل خزانًا يبلغ حوالي 3.6 مليار متر مكعب. وقال وانغ هونغ تشيانغ مدير مكتب شركة الصين الدولية للمياه والكهرباء في السودان:" أن مشروع سد أعالي نهر عطبرة هو مشروع شامل للحفاظ على المياه. وهو يجمع بين توليد الطاقة والري وإمدادات المياه البلدية وغيرها من المهام". وبعد انتهاء من مشروع سد أعالي نهر عطبرة سيستفيد ثلث سكان السودان بشكل مباشر، وإعادة توطين حوالي 200،000 نسمة، ونقلهم من المنازل المصنوعة من القش الى بيوت مجهزة بالكامل وتحسين شروط الحياة بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، يعمل في المشروع حوالي 10 آلاف عامل سوداني، مما يخلق عددًا كبيرًا من الوظائف للسكان المحليين.

تمثل الطاقة المنتجة في مشاريع سد مروي وسد الروصيرص وسد أعالي نهر عطبرة التي أنشأتها شركة الصين الدولية للمياه والكهرباء 95٪ من الطاقة المائية و60 ٪ من إجمالي الطاقة التي تم تركيبها في السودان، وفي الوقت الحاضر، تغطي مياه الري المتراكمة مناطق إنتاج المحاصيل المحلية الهامة في السودان، وتحل مشكلة استهلاك المياه المحلي لملايين سكان المناطق الحضرية.

قال خضر محمد وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى: " اتقدم بالشكر الجزيل للشركات الصينية على عملها الشاق ومساهماتها البارزة لتنمية المجتمع السوداني. وقد قدمت مشاريع سدود المياه الممتازة التي بنتها زخما قويا ودعما قويا لتنمية السودان. وإنها معالم وفخر في تاريخ تطور السودان ونموذج للتعاون بين البلدين، وشاهد لصداقة عميقة بين البلدين." مضيفا: "يسرني أن تُستخدم السدود الثلاثة التي بنتها الشركات الصينية كخلفية لأوراق المالية السودانية الجديدة. حيث أن السدود تحمل توقعاتنا الجميلة وتمثل مستقبل السودان."