رام الله 17 يناير 2019 / أكد مستشار للرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، رفض الجانب الفلسطيني أي محاولة أمريكية أحادية في عملية السلام مع إسرائيل.
وقال مستشار عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية، إن الجانب الفلسطيني يرفض واشنطن كوسيط وحيد لعملية السلام.
وأضاف شعث، أن الجانب الفلسطيني ضد أي مسعى جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عملية السلام بعد إجراءاته ضد القضية الفلسطينية لا سيما نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس.
يأتي ذلك ردا على ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية الليلة الماضية بأن "صفقة القرن" الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتضمن دولة فلسطينية على 90 في المائة من أراضي الضفة الغربية مع عاصمة تشمل أجزاء من القدس الشرقية.
وقال شعث إن "ما تم تداوله كلام فارغ وهو تأكيد على التحالف ما بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعمه في الانتخابات المقبلة".
وأضاف أن "الموقف الفلسطيني يقول لا لترامب ولا لواشنطن كوسيط وحيد لعملية السلام وإنما من خلال الأمم المتحدة ومجموعة الدول التي تشكل أقطاب العالم على أساس القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة".
وأشار إلى أن "الصيغة الأمريكية الجديدة لن تلقى أذانا صاغية في المنطقة العربية"، متهما الإدارة الأمريكية بأنها "لا تسعى لخدمة فلسطين والمنطقة العربية بل الهيمنة على المنطقة".
وأوردت القناة الثانية الإسرائيلية الليلة ما أسمته تفاصيل الصفقة المقرر أن يطلقها ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في أبريل المقبل.
ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي قوله، إن الصفقة تنص على إقامة دولة فلسطينية على 90 في المائة من أراضي الضفة الغربية مع عاصمة تشمل أجزاء من مدينة القدس الشرقية.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن الخطة تشمل إقامة دولة فلسطينية على مناطق أكثر بمرتين من مناطق A و B التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية اليوم، كما تتضمن الخطة عملية تبادل أراض بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي السياق قالت وزارة الخارجية الفلسطينية ، إن التسريبات "توظيفات إسرائيلية داخلية في السباق الانتخابي".
وذكرت بيان صادر عن الوزارة وتلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن "التسريبات تزيد من شكوك الجانب الفلسطيني في عدم جدية وحقيقة وجود أفكار أمريكية متبلورة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضاف البيان، أن "ما اتخذته إدارة ترامب من قرارات ومواقف منحازة بشكل مطلق للاحتلال وسياساته أفرغ أي حديث عن حراك أمريكي بشأن عملية السلام ورعاية أمريكية متوازنة من أي مضمون".
وأكد البيان أن الجانب الفلسطيني "لن يتعاطى مع أية أفكار أمريكية بشأن حل الصراع ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها وقراراتها المنحازة للاحتلال وفي مقدمتها التراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلادها إليها وغيره من قرارات تقوض أسس ومرتكزات السلام وفرص تحقيقه".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان ترامب في السادس من ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 مايو الماضي.
ومنذ إعلان ترامب يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.