أنهى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جولته الى منطقة الشرق الأوسط بعد زيارته الى سلطنة عمان مساء يوم 14 يناير الجاري. وقد قام بومبيو في الأسبوع الماضي بجولة الى الشرق الأوسط تشمل سبع دول مبرمجة بالإضافة الى زيارة مفاجئة قام بها الى العراق. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن رحلة بومبيو لم تقدم أي حلول بناءة لقضايا إقليمية ساخنة، كما أنها لم تبدد شكوك الحلفاء الإقليميين في اتجاه سياسية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأشار التحليل إلى أن رحلة بومبيو إلى الشرق الأوسط لها أربعة أهداف رئيسية: الأول، تشجيع الدول العربية على إقامة "تحالف استراتيجي شرق أوسطي" ضد إيران؛ الثاني، ضمان سلامة مجلس التعاون الخليجي وتجنب الولايات المتحدة فقدان نقطة الارتكاز الاستراتيجية في الشرق الأوسط؛ الثالث، استرضاء الحلفاء العرب لتخفيف خيبة أملهم والقلق بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا؛ الرابع، مطالبة الدول العربية بتقديم المزيد من الدعم المالي. ومع ذلك، فإن نتائج رحلة بومبيو محدودة.
الولايات المتحدة لم تدخر جهدا في "احتواء القوات الإيرانية". وقال بومبيو في أبو ظبي العاصمة الاماراتية يوم 11 يناير الجاري، أن مؤتمرًا دوليًا حول قضية الشرق الأوسط سيعقد في وارسو ببولندا من 13 إلى 14 فبراير، سعياً وراء المزيد من الضغط على إيران. وأكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدى، أن محور المحادثات بين العراق وأمريكا هو كيفية الحد من النفوذ الإيرانية في العراق ودفع العراق لوقف استيراد الكهرباء والغاز الطبيعي من إيران.
لا يزال " الدور الجديد " للولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط غير واضح المعالم. ويعتبر الخطاب الذي ألقاه بومبيو في القاهرة بعد ظهر يوم 10 يناير بمثابة بيان شامل للاتجاه المستقبلي لسياسة الحكومة الامريكية في الشرق الاوسط. ومع ذلك، كان الخطاب مليئًا بالاتهامات ضد سياسة الإدارة الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، ولم يقترح رؤية سياسية أكثر تحديدًا استثناء تشديد العقوبات ضد إيران.
ونقلت صحيفة ذي ناشيونال ديلي الإماراتية عن شحاتة باحث في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في القاهرة قوله إن زيارة بومبيو إلى الشرق الأوسط تظهر أن موقف الحكومة الأمريكية الحالي بشأن القضايا العملية الإقليمية أقل وضوحًا من موقف الحكومات السابقة، ومن الواضح أن قضية الشرق الأوسط تحتل مرتبة أدنى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالانسحاب من سوريا والتي لها علاقة بقضايا الشرق الاوسط، فإن تصريحات الرئيس الامريكي ومساعده لشؤون الأمن القومي بولتون ومساعدين أساسيين آخرين متناقضة، ولم يقدم بومبيو تفسيراً معقولاً أكثر. وذكرت صحيفة مصر اليوم أن بومبيو أكد مرارًا وتكرارًا أن انسحاب القوات الامريكية يأتي بعد هزيمة كاملة لتنظيم" الدولة الإسلامية "، ولكنه لم يرد أبدًا على الجدول الزمني المقترح للانسحاب.
تندرج البلدان الثمانية التي زارتها بومبيو خلال هذه الجولة في «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي». ويعتقد التحليل أن الشقوق بين دول مجلس التعاون الخليجي بسبب الازمة الخليجية يصعب ترميمها، على الرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تنقسم على المدى القريب، ولكن انعدام الثقة المتبادلة أمر خطير. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تتبع الدول العربية الأخرى وتيرة المملكة العربية السعودية وتنضم إلى «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» الذي تقوده الولايات المتحدة، وحتى لو تم تأسيس التحالف، فقد يكون مجرد هيكل فارغ.
ويعتقد المحللون أن أكبر مكسب لرحلة بومبيو إلى الشرق الأوسط هو الدعم المالي من دول الخليج، وتوقيع مذكرة توسيع القاعدة العسكرية الأمريكية مع قطر. وستزيد قطر تمويلها لتوسيع القاعدة العسكرية الأمريكية، ووعدت بزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة من 30 مليار دولار إلى 45 مليار دولار في العامين المقبلين. لكن بشكل عام، هذه النتائج المحدودة ليست كافية لحل معضلة الشرق الأوسط الحالية.