موسكو 26 ديسمبر 2018 /قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الأربعاء) إن روسيا ترحب بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، ولكن تبقى لديها تساؤلات متعلقة بالعملية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زخاروفا في مؤتمر صحفي "نفهم أهمية هذ القرار، الذي، وفق تقديرنا، يهدف إلى الإسهام في تسوية شاملة للوضع."
وتابعت "لكننا لا نستطيع فهم جميع الأسباب والدوافع وراء تلك الخطوة بشكل كامل."
وأوضحت زخاروفا أنه لا يتوفر وضوح بشأن الجدول الزمني للانسحاب، وبالتالي ليس أمام الوزارة سوى الاعتماد على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن القوات قد تنسحب من شمال شرق سوريا ومنطقة التنف جنوب البلاد خلال شهرين أو ثلاثة.
وأضافت أن المتحدثين الرسميين الأمريكيين ألمحوا إلى أن انسحاب القوات من الأراضي السورية لا يعني نهاية أنشطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يهدف إلى إنهاء وجود إرهابيي تنظيم الدولة الاسلامية.
وبالتالي، بحسب زخاروفا، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشن غارات جوية أو عمليات برية محدودة من قواعد تقع في بلدان مجاورة.
وشددت زخاروفا على أن سؤال أساسي يدور حول من سيسيطر على الأراضي التي ستتركها القوات الأمريكية.
وأوضحت أن موسكو تعتقد أن الحكومة السورية هي الطرف الذي يجب أن يقوم بذلك، مضيفة أن روسيا، رغم ذلك، لا تتوفر لديها معلومات حتى الآن عن أية اتصالات بين واشنطن ودمشق في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن الحكومة السورية لديها في الوقت الراهن كل ما هو ضروري لضمان تحقيق الاستقرار على أساس حوار وتفاعل مع جميع القوى الوطنية بما يصب في مصلحة السوريين كافة، ما سيكفي دون أي شك لتدمير الإرهابيين ومنع ظهورهم مجددا على الأرض السورية.
وأضافت أنه من الممكن أن تشهد سوريا جميع التغيرات الإيجابية المرجوة على المدى الطويل لكن ذلك سيحدث فقط إذا جرى دعم هذه التغيرات عبر تقدم ملموس في التسوية السياسية يقوم على احترام وحدة البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الخميس إن إقامة اللجنة الدستورية السورية تقترب من المرحلة النهائية ومن الممكن أن تبدأ التسوية السياسية الواقعية في البلاد العام المقبل.