تقرير إخباري: روسيا ترحب وتتساءل وإسرائيل تدرس وبريطانيا ترفض قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا

بكين 20 ديسمبر 2018 / بين الترحيب والرفض والحذر، تباينت ردود الفعل الدولية على قرار الولايات المتحدة المفاجئ سحب قواتها من سوريا.

وأعلنت إدارة ترامب في وقت سابق من الأربعاء بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق ما وصفته بالنصر في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، دون أن تكشف عن جدول زمني مفصل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان"لقد بدأنا سحب القوات الأمريكية إلى أرض الوطن فيما ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة"، مضيفة أن الولايات المتحدة "دحرت دولة الخلافة الإقليمية".

وأكد البنتاغون في وقت لاحق أن الجيش الأمريكي بدأ بالفعل عملية إعادة القوات الأمريكية، مشددا في الوقت نفسه على استمرارية الحملة.

وجاء تأكيد البنتاغون بعد ساعة واحدة من نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة أكد فيها هزيمة تنظيم داعش في سوريا وانقضاء مبرره الوحيد للوجود هناك.

ولم تكشف الإدارة الأمريكية أو أي من مسؤوليها عن كيفية سحب القوات أو برنامج زمني لتحقيق ذلك.

وبينما لم يرد تعقيب رسمي من قبل الحكومة السورية على الانسحاب الأمريكي، رحبت وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء بالخطوة الأمريكية

وقالت الوزارة وفقا لقناة ((روسيا اليوم)) إن الخطوة تفتح آفاقا للتسوية السياسية في البلد العربي الذي مزقته الحرب على مدار نحو 8 أعوام، مبدية قناعة موسكو بأن قرار سحب القوات الأمريكية "سيؤثر إيجابا "على تشكيل اللجنة الدستورية السورية والوضع في منطقة" التنف" الحدودية بين سوريا وإيران.

وكانت الخارجية الروسية قد اعتبرت في بيان سابق الوجود الأمريكي في سوريا "غير قانوني ويشكل عقبة أمام التسوية".

وغير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تساءلت عما تعنيه الولايات المتحدة بـ"المرحلة الجديدة من الحملة" في سوريا.

وقالت زاخاروفا في تصريحات منفصلة أوردتها وكالة ((سبوتنيك)) للأنباء:"أود، أن أفهم ما هو متوقع في المرحلة الجديدة من الحملة السورية وأنه لن يحدث مثل ما حدث مثلا في أفغانستان سحب القوات كليًا، أو إعادة مرة أخرى، على مدار أعوام كثيرة".

لكن في بريطانيا كان الرفض واضحا لتصريحات ترامب بشأن هزيمة داعش على لسان وزير الدفاع توبياس إيلوود، الذي قال: "أنا أختلف بشدة. أصبحت هناك أشكال أخرى من التطرف والتهديد لا يزال قائما بقوة".

وفي تلك الأثناء، قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن هذه التطورات" لا تشير إلى نهاية التحالف الدولي أو حملته ضد تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة" ستبقى ملتزمة" بضمان" الهزيمة الدائمة "لتنظيم الدولة.

وأضاف في بيان إن بلاده ستواصل كيفية تحقيق هذه الأهداف مع الشركاء في التحالف بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي داخل الولايات المتحدة، حذر السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام من "العواقب المدمرة" لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا. وقال السيناتور الكبير عن ولاية ساوث كارولينا في بيان يوم الأربعاء إن "الانسحاب الأمريكي في هذا الوقت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم الدولة الإسلامية وإيران وبشار الأسد وروسيا. وسيضع الأكراد وجميع الذين جاؤوا لمساعدة أمريكا لتدمير داعش في خطر هائل".

وتدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد منذ فترة طويلة في المعارك ضد تنظيم الدولة، وتمكنت من تحقيق إنجازات هامة في هزيمة التنظيم في عاصمته الفعلية الرقة في شمال سوريا عام 2017، فيما ظلت تركيا لفترة طويلة تجاهر بعدائها للقوات الكردية.

وذكرت تركيا هذا الأسبوع أنها تستعد لشن عملية ضد الجماعة الكردية في شمال سوريا.

وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن بلاده ستدرس تداعيات قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، مؤكدا في الوقت نفسه "إنها تعرف كيف تدافع عن نفسها" ضد التهديدات المحتملة.

وقال نتنياهو بحسب بيان أصدره مكتبه:"سندرس برنامجهم الزمني وكيفية تنفيذه وتداعيات ذلك علينا..سنكون قادرين على حماية أمن اسرائيل والدفاع عن أنفسنا".

وكان الإعلام الأمريكي نقل في وقت سابق من اليوم تصريحات لمسؤولين لم يكشف عن هوياتهم حول تخطيط الولايات المتحدة لانسحاب "سريع" و"كامل" لقواتها من سوريا.

وينتشر في الوقت الراهن أكثر من 2000 جندي أمريكي في سوريا.

وكان ترامب قد أعرب منذ فترة عن رغبته في سحب القوات الأمريكية حينما يتيسر ذلك، في الوقت الذي أعرب فيه مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية، بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، عن تأييدهم لوجود عسكري أطول في سوريا من أجل ضمان تحقيق الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية.