21 ديسمبر 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ رغم مرورها بسوق الخضار أثناء عودتها إلى البيت، غير أن السيدة شي لا ترغب في أن تحمل كيسا ثقيلا من الخضار. عوضا عن ذلك، تقوم بشرائها عبر الإنترنت، فتصلها تماما في الوقت الذي تصل فيه البيت. وبعد العشاء، تطلب شي بنفس الطريقة خدمة التدليك مباشرة إلى البيت.
أسهم التسوق الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة في تشكيل ما يسمى بـ "اقتصاد الكسل". وسمي بهذا الاسم، بسبب تفضيل الزبائن إقتناء ما يحتاجونه عبر الإنترنت بدلا من الذهاب إلى السوق.
وتظهر "البيانات الاستهلاكية للكسولين" الصادرة عن موقع التسوق "تاوباو"، أن الشعب الصيني قد أنفق 16 مليار يوان بسبب الكسل خلال عام 2018، بزيادة قدرت بـ 70 ٪ مقارنة مع العام الماضي، وبينها زيادة بـ 82% متأتية من مواليد ما بعد 1995.
ومع هبوط درجات الحرارة، ازداد الإقبال على خدمات توصيل الوجبات. ما جعل "كسل" المستهلكين يتحول إلى مصدر رزق للكثير من العمال وحتى أصحاب الياقات البيضاء. لكن "الكسل" لم يتوقف عند الوجبات، بل ظهرت خلال السنوات الأخيرة، خدمات تنظيم خزانة الملابس والطهي والتدليك، والتي يمكن طلبها عبر الإنترنت أيضا.
يذكر أن مخترع الحاسوب جون أتاناسوف، قد قال ذات مرة بأن كسله في الحساب هو ما دفعه إلى اختراع الحاسوب. غير أن المستهلكين الكسولين، هم عادة أصحاب الياقات البيضاء، من ذوي الدخل المرتفع نسبيا. والذين يرغبون في توفير وقت القيام بهذه الأعمال للتركيز على أعمال أهم ورفع كفاءة استغلال وقت الفراغ.
وتظهر البيانات الصادرة عن مؤسستي آيدوان وإيقوان بأن حجم سوق O2O في الصين قد تجاوز 600 مليار يوان خلال عام 2018، ما مثل قوّة دفع جديدة للاستهلاك. وبحسب البيانات، فإن هذه الظاهرة تتركز خاصة في المدن الساحلية، في حين تنخفض المؤشرات في مناطق الشمال الشرقي والشمال الغربي. ومن حيث الهيكل العمري، يأتي مواليد الثمانينات والتسعينات في المركزين الأول والثاني، وهو ما يعكس الاتجاه المتزايد من هذه الفئة العمرية في الاعتماد على الإنترنت.
رغم التسهيلات التي يقدمها "اقتصاد الكسل" للمستهلكين، لكنه في ذات الوقت يثير الكثير من المحاذير. خاصة بالنسبة لجودة الخدمة، أو المخاطر التي قد تكمن وراء مقدمي الخدمات الذين يدخلون البيوت، مثل إخصائي التدليك وغيرهم. إلى جانب مخاطر تسريب تجربة المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية. في هذا الصدد، أظهر "تقرير أمن الإنترنت في الصين 2017"، أن أكثر من85% من المستخدمين الصينيين يخشون تسريب بياناتهم الشخصية. وتوضح البيانات، بأن أكثر من نصف المتسوقين على الإنترنت قد سرقت بياناتهم أثناء عمليات التسوق الإلكتروني. من بينهم 84% يتعرضون إلى الإزعاج والأضرار المالية، وتقدر الإحصاءات الخسائر الناجمة عن سرقة بيانات المستخدمين بـ 91.5 مليار يوان. ويرجع الخبراء سرقة البيانات الشخصية، إلى عدم توفر اجراءات الحماية اللازمة على منصات التسوق الإلكتروني.
رغم التطور السريع لـ"اقتصاد الكسل"، إلا أنه مازال يمثل 10% فقط من حجم الاقتصاد الحقيقي لقطاعات المطاعم والتجميل والترفيه وغيرها من الخدمات. وهو ما يعكس آفاق التطور الكامنة في هذا السوق.