بكين 6 ديسمبر 2018 /قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الجولة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في أوروبا وأمريكا اللاتينية، عززت علاقات الصين مع شركاء التعاون، ووجّهت دفة الحوكمة الاقتصادية العالمية نحو المسار الصحيح.
وأوضح وانغ للصحفيين أن جولة شي التي استغرقت تسعة أيام واختتمت الأربعاء، ساعدت أيضا في توجيه علاقات الصين مع دول كبرى أخرى نحو مسار التنمية المستقرة طويلة الأجل.
في الفترة من 27 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر، أجرى شي زيارات دولة إلى إسبانيا والأرجنتين وبنما والبرتغال، وحضر القمة الـ13 لمجموعة العشرين في بوينس آيرس. كما التقى شي على هامش القمة قادة اقتصادات كبرى أخرى، وبينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفت وانغ إلى أن جولة شي ساعدت "في زيادة استقرار الوضع الدولي في هذا الوقت الحرج، ووفرت شعورا بالاتجاه بالنسبة للنظام الدولي الذي كان يمر بتغيرات عميقة، كما ضخت طاقة إيجابية في المجتمع الدولي الذي تنتابه مشاعر القلق والارتباك".
تقوية تعاون مجموعة العشرين، والعلاقات بين الدول الكبرى
من بين النقاط البارزة في جولة شي حضوره قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس بعد مرور عشر سنوات على عقْد الاقتصادات الكبرى في العالم أول قمة للمجموعة من أجل التعاون في التصدي للتحديات المشتركة.
وفي القمة التي حظيت بمتابعة من كثب، اقترح شي على مجموعة العشرين توجيه الاقتصاد العالمي بمسؤولية، والبقاء ملتزمين بالانفتاح والتعاون، ولعب دور سياسي رائد في توفير الظروف المواتية للتجارة الدولية، ومكافحة تغير المناخ.
وعلى هامش القمة، أجرى شي وترامب مناقشات متعمقة في جو يسوده الود والصراحة، ورسما المسار اللازم للبلدين لحل مشكلاتهما الحالية بشكل مناسب والمضي بالعلاقات الثنائية قدما.
كما التقى شي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وغيرهم من قادة العالم في محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، وحضر كذلك اجتماع القادة غير الرسمي لمجموعة ((بريكس)) للاقتصادات الناشئة.
ونوّه وانغ إلى أنه بفضل جهود الصين، توصلت قمة مجموعة العشرين إلى توافق إزاء قضايا دولية رئيسية وأصدرت إعلانا بذلك، ما يبعث إشارة جيدة وإيجابية ومستقرة إلى العالم.
توسيع أطر التعاون مع أوروبا
ذكر وانغ أن زيارتي الدولة اللتين قام بهما شي إلى إسبانيا والبرتغال دشنتا عهدا جديدا في العلاقات الثنائية للصين مع الدولتين، وأضافتا قوة جديدة على العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وخلال زيارتي شي، أظهرت الصين والدولتان الالتزام المشترك بتوطيد الشراكة وتوسيع أطر التعاون في مختلف المجالات.
ولفت وانغ كذلك إلى أن كلا من إسبانيا والبرتغال تشارك بنشاط في التعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق، وأن الصين سوف تعمل معهما على تعزيز تضافر إستراتيجيات التنمية وخلق مجال جديد للتعاون العملي.
كما توصل شي إلى توافق مع قادة الدولتين الأوروبيتين بشأن تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، ودعْم التعددية والتجارة الحرة.
وفي معرض إشارته إلى مصادفة العام الجاري للذكرى الـ15 للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، قال وانغ إن جولة شي ستزيد من تنشيط التعاون بين الصين والدول الأوروبية.
وأوضح وانغ أن الجهود المشتركة للصين والاتحاد الأوروبي لحماية التعددية وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، لا تتفق مع مصالح الجانبين فحسب وإنما تفيد الاستقرار والازدهار على مستوى العالم أيضا.
ترسيخ العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية
صرح وانغ بأن زيارتَي الدولة اللتين أجراهما شي إلى الأرجنتين وبنما، لا تُثريان علاقات الصين مع هاتين الدولتين فحسب، بل تعززان التعاون الشامل بين الصين وأمريكا اللاتينية أيضا.
وفي الأرجنتين، اتفق الطرفان على التدشين المشترك لعهد جديد من شراكتهما الإستراتيجية الشاملة، ووقعا على خطة عمل مشتركة للسنوات الخمس القادمة، إلى جانب توقيعهما على نحو 30 وثيقة تعاون.
وفي بنما، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين قبل 18 شهرا، عززت زيارة شي أساس العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار وانغ إلى أن الزيارتين إلى هاتين الدولتين كانتا أيضا "انعكاسا للعلاقات المتنامية القوية بين الصين وأمريكا اللاتينية"، مضيفا أن تعاون مبادرة الحزام والطريق يتوسع بوتيرة سريعة إلى أمريكا اللاتينية.
اتفقت الصين والأرجنتين على توسيع شراكتهما الإستراتيجية الشاملة لتغطي التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما تعهدت الصين وبنما بتضافر المبادرة مع الإستراتيجية الوطنية للخدمات اللوجستية في بنما لعام 2030.
وأوضح وانغ بقوله "إن دول أمريكا اللاتينية تحتضن بحماس مبادرة الحزام والطريق وتتطلع إلى علاقات أوثق ومصالح مشتركة أعمق مع الصين".
عرض مسار تنمية الصين
أشار وانغ إلى أن الرئيس الصينى بذل أيضا جهودا طوال الجولة لشرح مسار وفلسفة التنمية في الصين ومساعدة بقية العالم على فهم الصين بشكل أفضل.
وأخبر شي العالم بأن بلاده، التي تحتفل بالذكرى السنوية الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح، ستُنفِّذ جولة جديدة من الإصلاح والانفتاح على مستوى أعلى، من أجل تعزيز تنميتها وخلق المزيد من الفرص للتنمية المشتركة في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية للصين، أكد شي أن الصين ستكون دائما راعية السلام العالمي، ومساهِمة في التنمية العالمية، وحامية للنظام الدولي.
وخلال الجولة، شاركت البروفيسور بنغ لي يوان، قرينة الرئيس الصيني، في مجموعة متنوعة من النشاطات لتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية وتقوية العلاقات الودية للصين مع الدول الأخرى، حيث قال وانغ عن هذه الأنشطة إنها أظهرت القوة الناعمة الفريدة للصين.
لقد أثبتت الحقائق مجددا أن رؤية شي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية تجمع بين طموحات الشعوب في جميع أنحاء العالم من أجل السلام والتنمية والازدهار، كما أن هذه الرؤية أصبحت أكثر شعبية، حسبما ذكر وانغ.
واختتم وانغ قائلا: "إن جولة الرئيس شي الأخيرة تعد ممارسة أخرى ناجحة لدبلوماسية دولة كبرى ذات خصائص صينية".