لشبونه 3 ديسمبر 2018 /قال تساي رون السفير الصيني لدى البرتغال، إن زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البرتغال ستكون تاريخية ومهمة في تنمية العلاقات بين الصين والبرتغال وستفتح فصلا جديدا في العلاقات الثنائية.
وقال تساي في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إنها ستكون أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني للبرتغال في ثماني سنوات، وستكون أيضا أول زيارة للبرتغال منذ تولي شي مهام منصبه كرئيس للصين.
وأكد تساي أن الصداقة بين الصين والبرتغال ذات تاريخ طويل يتسم ب500 عاما من التبادلات.
وقال السفير الصيني، إن طريق الحرير البحري القديم ربط شعبي الصين والبرتغال بشكل وثيق، وهو ما ساعدهما على التفاهم وتعزيز الصداقة فيما بينهما.
وأضاف أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1979، حافظت التبادلات الودية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات على تنمية ثابتة وسليمة.
وقال إن العلاقات الصينية البرتغالية في أفضل مراحلها في التاريخ، وأضاف أن التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين أصبحت متكررة وأصبحت الثقة السياسية المتبادلة اكثر عمقا باستمرار.
وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الصين والبرتغال تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما وحققتا نتائج مثمرة. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للبرتغال في آسيا، بينما تعد البرتغال وجهة رئيسية للاستثمار الصيني داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال تساي إن الشركات الصينية والبرتغالية تتعاون فيما بينهما لتطوير الأسواق في الدول الناطقة بالبرتغالية، إلي جانب أوروبا وأمريكا، وأضاف السفير إن هناك إمكانية كبيرة وأفقا واسعا للبلدين لزيادة التعاون في أسواق أطراف ثالثة.
ووصلت قيمة التجارة الثنائية بين الصين والبرتغال إلى حوالي 5.6 مليار دولار في عام 2017.
وتشير الأرقام المبدئية، إلى أن الاستثمار الصيني في البرتغال تخطى 9 مليارات يورو ( نحو 10.2 مليار دولار أمريكي)، في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنوك والتأمين والرعاية الصحية.
كما يشهد الاستثمار البرتغالي في الصين نموا مطردا. وفي الوقت الحاضر، تستعد الحكومة البرتغالية بنشاط لإصدار سندات بعملة الرنمينبي في الصين. ومن المتوقع أن تكون البرتغال أول دولة في منطقة اليورو تصدر مثل هذه السندات.
كما شهدت التبادلات الثقافية والتعليمية إزدهارا أيضا بين الصين والبرتغال.
وقد زار أكثر من 250 ألف سائح صيني البرتغال العام الماضي، بزيادة تتجاوز 40 % على أساس سنوي. وفي نفس الوقت فإن اهتمام الشعب البرتغالي بالصين والثقافة الصينية أصبح أكثر قوة. وقد شهدت أعداد السائحين البرتغاليين الذين زاروا الصين حتى الآن في العام الحالي زيادة بنسبة 16 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأكد تساي، إن عدد الطلاب الدارسين للغة الصينية في البرتغال شهد زيادة على أساس سنوي، كما شهد عدد الطلاب الصينيين الدارسين في البرتغال ارتفاعا أيضا.
وأوضح تساي أن التعاون البراجماتي بين الصين والبرتغال يعمل بكامل طاقته، ويصبح نموذجا للدول التي تسعى لتعاون متبادل المنفعة ومربح للطرفين في العلاقات الثنائية.
وقال إن التعاون بين الصين والبرتغال في إطار مبادرة الحزام والطريق حقق تقدما جديدا باستمرار.
وتعد البرتغال شريكا مهما في بناء مبادرة الحزام والطريق، وهى أحد الأعضاء المؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وأكد تساي أن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس الوزراء أنطونيو كوستا أوضحا أن البرتغال تدعم مبادرة الحزام والطريق وتأمل أن توسع الصين والبرتغال التعاون البراجماتي في مختلف المجالات في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال تساي إن البرتغال عضو مهم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الناطقة بالبرتغالية. وقد اضطلعت بدور ايجابي دوما في تعزيز العلاقات الصينية الأوروبية والعلاقات بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية.
وعبر السفير الصيني عن اعتقاده بأن زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس شي إلى البرتغال ستضخ بالتأكيد قوة دافعة جديدة لتنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وستوسع مساحة جديدة للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال تساي مستشهدا بقصيدة صينية " الأصدقاء الأوفياء يجعلون المسافات تختفي". وقال إنه على الرغم من بعد المسافة بين الصين والبرتغال، فإن شعبي البلدين يحبان السلام ويتمسكان بالصداقة الحميمة، ويقدران العائلة ويتشاركان الكثير من المساعي المشتركة.
وأكد تساي أن تعزيز العلاقات الصينية البرتغالية على أساس المنفعة المتبادلة، هو الطموح المشترك لشعبي البلدين.