إسطنبول 6 أكتوبر 2018 / قال محللون إن روسيا وإيران لن يدعما عسكريا عملية تركية محتملة ضد المسلحين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا، على الرغم من وجود مخاوف من أن ظهور منطقة كردية مستقلة يمثل تهديدا كبيرا لسلامة الأراضي السورية.
وقال فاروق لوغ أوغلو وهو دبلوماسي كبير سابق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ستكون تركيا مخطئة إذا بدأت عملية عسكرية لأنه من غير المحتمل ان تدعمها روسيا أو إيران."
وأضاف أن التوافق المبدئي في مواقف تركيا وروسيا وإيران الأولى بشأن الجزء الشرقي من نهر الفرات في سوريا "سطحي".
وبفضل دعم الولايات المتحدة في الأساس ،استطاعت الميلشيات الكردية، المعروفة بوحدات حماية الشعب، السيطرة على معظم الجزء الشرقي من نهر الفرات خلال الحرب الأهلية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية إن أنقرة مصرة على القضاء على التهديد الذي تفرضه وحدات حماية الشعب لأن تركيا تعتبر هذه الجماعة الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني الذي يحارب الحكومة التركية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ومنذ اجتماع قادة تركيا وروسيا وإيران في تركيا في شهر سبتمبر في طهران، أعربت روسيا وإيران أيضا عن مخاوفهما بشأن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد ووجود الولايات المتحدة هناك.
ومع ذلك لا تستطيع أنقرة الحصول على دعم من موسكو وطهران لمحاربة الميلشيات بسبب اختلاف في المصالح.
وقال لوغ أوغلو إن "روسيا وإيران تريدان خروج الولايات المتحدة من سوريا، بينها تسعى تركيا لكبح نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة."
وعلى الرغم من التقارب الواضح، من غير المحتمل ان تدعم موسكو وطهران، وهما شريكا أنقرة في عملية أستانة للسلام التي ترمي إلى تسوية سلمية للحرب في سوريا، الهجوم العسكري التركي لطرد وحدات حماية الشعب، بحسب ما قاله كاهيد أرماجان ديليك رئيس الأركان السابق في الجيش التركي.
وقال ديليك رئيس المعهد التركي للقرن الـ21 في أنقرة إن إيران لا تريد أن تقوم تركيا، التي تعتبر الولايات المتحدة حليفا لها، بتوسيع سيطرتها على الجزء الشرقي من سوريا، بينما لايمكن أن تقوم روسيا بعمل عسكري ضد الولايات المتحدة في الجزء الشرقي من نهر الفرات.
وأشار إلى أن روسيا لم تحاول حتى منع إسرائيل من استهداف مواقع الجيش السوري حتى الآن.
وأضاف أن "الاستراتيجية التي اتبعها شركاء أستانة حتى الآن فيما يتعلق بالأرض التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، هي استخدام بعضهما البعض ضد الولايات المتحدة."
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة طهران مرة أخرى على موقف موسكو بشأن عدم التعامل مع وحدات حماية الشعب كجماعة ارهابية، قائلا إنه تم تطهير 95 في المائة من الأراضي السورية، باستثناء إدلب من الارهابيين.
وتمثل المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب والتي تقع على الحدود التركية، ما يزيد على 25 في المائة من الأراضي السورية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخرا إن المنطقة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في الجزء الشرقي من نهر الفرات تمثل تهديدا رئيسيا لسلامة الأراضي السورية، مطالبا بالتوقف عن الجهود التي تبذل لاقتطاع كيان مستقل هناك.
وحث الرئيس الإيراني حسن روحاني في قمة طهران شركاء أستانة على إقناع الولايات المتحدة بمغادرة سوريا لإزالة التشابك في شرقي الفرات.
ويشعر ديليك ولوغ أوغلو بأن موسكو وطهران يريدان رؤية مواجهة مباشرة بين القوات التركية والأمريكية.
ويمتلك الجيش الأمريكي أكثر من 20 قاعدة ونحو 2000 إلى 3000 جندي في المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب.
وقال إردوغان مؤخرا إن الولايات المتحدة زودت وحدات حماية الشعب بحمولة 19 ألف شاحنة من الأسلحة، متهما واشنطن بمساعدة الإرهابيين.
وتعهد إردوغان بالقول "إننا مصرون على تطهير الممر الإرهابي في الجزء الشرقي من نهر الفرات."
لكن يرى المحللون أن العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب تعتبر خطوة نحو مواجهة مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من انتقاد تركيا اللاذع، واصلت الولايات المتحدة تقديم أنظمة أسلحة متطورة لوحدات حماية الشعب وقامت بتركيب انظمة رادار ودفاع جوي في قواعدها في المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
وقال ديليك إن وحدات حماية الشعب الكردية الأن تحت حماية الولايات المتحدة بشكل كامل.
وقال لوغ أوغلو "تحملت تركيا بالفعل 'مهمة مستحيلة' في إدلب بدافع من روسيا ،ولهذا سيكون من الأفضل ان تترك التعامل مع القوات الأمريكية في شرقي الفرات إلى روسيا وسوريا."
وتتولى تركيا الآن مهمة إقناع الجماعات الإسلامية الإرهابية في إدلب بتسليم أسلحتهم وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا الشهر الماضي بشأن تأسيس منطقة خالية منزوعة السلاح في المقاطعة السورية، آخر معقل رئيسي للمتمردين.