عدن، اليمن 7 أكتوبر 2018 / قال سكان محليون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن متمردي جماعة الحوثي الشيعية نشرت اليوم (السبت) قوات كثيرة في جميع أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال أحد المقيمين في العاصمة اليمنية، شريطة عدم الكشف عن اسمه إن "طلاب جامعة صنعاء نظّموا تظاهرة سلمية للاحتجاج على انهيار العملة الوطنية للبلاد والمطالبة بإصلاحات اقتصادية، بيد أن المتمردين الحوثيين استخدموا القوات العسكرية ضدهم."
وأضاف أن المتمردين الحوثيين أطلقوا الذخيرة الحية تجاه تجمع المتظاهرين واعتقلوا العديد منهم.
وأكد مقيم آخر أنه تم نشر قوات نخبة مؤيدة للحوثيين، من بينهم جنود من الإناث، في عدة مجاورات في صنعاء من أجل قمع التظاهرات واعتقال منظميها.
وقال صحفي مقيم بصنعاء، طلب عدم الكشف عن هويته، "أفرج الحوثيون عن نحو 16 سيدة عقب توقيعهن على عدم المشاركة في تظاهرات في صنعاء مطلقا."
بينما ذكرت وكالة أنباء ((سبأ)) التي تديرها الدولة أن القوات الموالية للحوثي اقتحمت حرم جامعة صنعاء واعتقلت أكثر من 50 طالبا.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم "دخلت حافلات مليئة بالمسحلين إلى جامعة صنعاء، وبدأوا في استخدام هراوات كهربائية ضد طلاب كلية الاقتصاد والتجارة."
وقالت إن المسلحين اصطحبوا الطلاب إلى جهة غير معلومة بعد مصادرة هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية.
في حين أن وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون قالت إن قوات الأمن في صنعاء ألقت القبض على عدد من العناصر التي اعترفت بتلقيها تمويلات وتعليمات من التحالف الذي تقوده السعودية لزعزعة استقرار الأوضاع في العاصمة.
وخرجت تظاهرات تطالب بإصلاحات اقتصادية في مختلف محافظات الدولة العربية الفقيرة.
وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد، خرج مئات المحتجين إلى الشوارع لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بوضع حلول لوقف انهيار عملة البلاد.
وفي أماكن أخرى من اليمن، دعا قادة عسكريون موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي المتمركز في محافظة عدن إلى "تنظيم تظاهرات حاشدة للإطاحة بالحكومة المتهمة بالفساد المستشري".
وردا على ذلك، كثّفت الحكومة اليمنية ووزارة داخليتها الإجراءات الأمنية حول المؤسسات الحكومية في عدن وتعهدت بحماية المدينة من العناصر التخريبية.
وتعاني مدينة عدن الساحلية الجنوبية، حيث تتخذ الحكومة اليمنية مقرا مؤقتا، من انقطاع متكرر للكهرباء ونقص الخدمات الأساسية، ما أدى إلى غضب عام ضد السلطات المحلية.
وتخوض اليمن حربا أهلية منذ أن سيطر متمردو جماعة الحوثي الشيعية المدعومون من إيران، على جزء كبير من البلاد عسكريا واستولوا على جميع المحافظات الشمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء في 2014.
وتدخل التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، عسكريا وبدأ في قصف صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في مارس 2015 بناء على طلب من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا لحماية اليمن.
ودخل النزاع العسكري الداخلي بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية عامه الرابع مؤخرا، حيث تتفاقم معاناة اليمنيين وتتعمق أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم في البلاد.