مقابلة: رائد أعمال كوري جنوبي: إصلاح وانفتاح الصين يجلب الرخاء للشعب والشركات الأجنبية والعالم

سول 8 أكتوبر 2018 / قال رائد أعمال كوري جنوبي إن سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين تجلب الرخاء للشعب في وقت تساعد فيه الشركات الأجنبية في إيجاد فرص للأعمال في البلاد كما تساهم في النمو العالمي.

وصرح بارك كيون تاي، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة "مجموعة سي جي الصين" للخدمات اللوجستية، وهي ذراع لوجستي لشركة "سي جي غروب" الكورية الجنوبية للمواد الغذائية والخدمات اللوجستية، في مقابلة جرت مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "ازدهار الشعب الصيني هو أكبر تغيير ضمن جملة أمور ناتجة عن سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين التي استمرت طوال العقود الأربعة الماضية".

ولفت بارك إلى أن منظر مدينة بكين الحالي، من قبيل غابة من المباني والطرق المبنية بعناية وتواجد المارة أنيقي الهندام، ما كان يخطر على بال قط قبل تبني سياسة الإصلاح والانفتاح.

وأضاف بارك أن "هذه النتائج جاءت من الإصلاح والانفتاح، مما ألهم النشاط في المجتمع بأكمله وعزز إنتاجية الشعب كله".

وتابع بارك، الذي غالبا ما يطلق عليه لقب "خبير الصين"، أن "الإصلاح والانفتاح شجع كل فرد من أفراد المجتمع الصيني على العمل بجد لتحقيق النجاح، مما دفع الصين بأكملها إلى السير على طريق نحو التنمية. وجهود الإصلاح والانفتاح على مدار الأربعين عاما الماضية جعلت الصين ما هي عليه الآن".

وبدأ بارك ومجموعة "سي جي" علاقاتهما مع الصين منذ طرح سياسة الإصلاح والانفتاح. وأنشأت الشركة الكورية الجنوبية مكتبا في هونغ كونغ في عام 1978 بغرض "معرفة السوق الصينية"، وبدأ بارك حياته المهنية الصينية في هونغ كونغ في عام 1984 عندما كان عمره 30 عاما.

وبعد عامين من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكوريا الجنوبية في عام 1992، دخلت مجموعة "سي جي" قطاع الأعمال في الصين ولديها حاليا 141 فرعا في 66 مدينة في جميع أنحاء البلاد، حيث تدير 31 مصنعا وتوظف حوالي 23 ألف موظف. وتمتد أعمال الشركة من المواد الغذائية والخدمات اللوجستية إلى التكنولوجيا الحيوية والترفيه والتسوق المنزلي.

وقال بارك، المسؤول عن مقر مجموعة "سي جي" في الصين، إنه "بسبب سياسة الإصلاح والانفتاح، تمكنت سي جي من دخول الصين وتحقيق نجاح مستمر". وتعلم بارك اللغة الصينية في بداية مسيرته المهنية لبناء صداقة مع شركائه الصينيين قبل ممارسة الأعمال التجارية.

وأضاف بارك "لقد ساهم الإصلاح والانفتاح في الصين بالكثير تجاه التنمية العالمية"، حيث خلقت الحكومة الصينية طلبا هائلا عن طريق سياسة مالية توسعية خلال الأزمة المالية العالمية وبعد ذلك مثلت قوة دافعة للنمو الاقتصادي العالمي مع سوقها الاستهلاكي الأكبر في العالم.

وأوضح بارك أن الصين أصبحت في الآونة الأخيرة "مختبر الابتكار" في العالم، باعتبارها تقود تطوير الصناعات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وانترنت الأشياء.

وبالاتساق مع تطور ونمو الصين المستدام، فإن مجموعة "سي جي" كانت تستعد لتوسيع أعمالها في الصين على مدار السنوات الـ 10 الماضية. وزادت شركة "سي جي" للخدمات اللوجستية في الآونة الأخيرة من الأبحاث والتطوير في مجال التسليم بواسطة الطائرات المسيرة ونظام فرز الحزم المستقل واستخدام الروبوت في المستودعات.

وواضعة نصب أعينها سياسة الشمال الجديدة لكوريا الجنوبية ومبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، تقوم "سي جي" للخدمات اللوجستية بتعزيز خطتها اللوجستية الشمالية، والتي من أجلها افتتحت الشركة الكورية الجنوبية حديثا مركزا لوجستيا ضخما في مدينة شنيانغ بشمال شرق الصين.

وأشار بارك إلى أنه إذ تم توصيل خطوط السكك الحديدية على طول الممرات الشرقية والغربية لشبه الجزيرة، فإنه سيتم إنشاء "طريق الحرير اللوجستي الجديد" من خلال ربطها بالسكة الحديدية العابرة للصين والسكة الحديدية العابرة لمنغوليا والسكة الحديدية العابرة لسيبيريا.

وهذا من شأنه أن يساعد "سي جي" للخدمات اللوجستية على توفير خدمات التوصيل من الباب إلى الباب بين آسيا وأوروبا، الأمر الذي سيخفض التكاليف ويزيد الفعالية فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية، حسبما توقع بارك.