واشنطن 11 سبتمبر 2018 / ما يزال الإرهاب يشكل تهديدا للولايات المتحدة، رغم مرور 17 عاما على هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، التي أدت إلى مقتل نحو 3000 مدني، في مدينتي نيويورك وواشنطن، وفقا لقول خبراء أمريكيين.
ويصادف الثلاثاء الذكرى الـ17 لذلك اليوم الذي هز العالم، حيث قامت مجموعة من إرهابيي القاعدة باختطاف 4 طائرات، ودمروا ثلاثا منها في مواقع بنيويورك وواشنطن، في ذلك اليوم المأساوي. وأقيمت مراسم لتأبين الضحايا، في وقت يقول الخبراء إن تهديد الإرهاب يتواصل.
قال واين وايت، وهو نائب مدير سابق بقسم استخبارات معني بالشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية، في حديث لـ((شينخوا)) "إن الإرهاب ما يزال تهديدا للولايات المتحدة وللأمريكيين."
وأضاف مشيرا إلى أخطر جماعتين إرهابيتين( وهما القاعدة وداعش)، أن ذلك بسبب "أن الإرهابيين يشكلون حاليا جزءا من المجتمع الأمريكي، ويتطرفون في داخل البلاد نتيجة أفكار تروجها القاعدة وداعش."
أما داريل ويست، الزميل البارز في معهد بروكنغز، فأعرب عن وجهة نظر مماثلة قائلا في حديث مع ((شينخوا)) "لقد مرت 17 سنة على تلك الهجمات في 11 سبتمبر، ولكن الخوف الناجم عنها ما يزال يؤثر على واضعي السياسات في الولايات المتحدة. فالبلاد تستثمر مليارات الدولارات في مكافحة الإرهاب ولكن التهديد باقٍ."
من جانبه، أعرب دان ماهافي، وهو باحث بارز ونائب رئيس معهد دراسات الكونغرس والرئاسة، ورئيس قسم السياسات فيه، في لقاء مع ((شينخوا))، عن نفس الآراء، قائلا "في ذكرى هجمات 11 سبتمبر، نرى أن الإرهاب يبقى تهديدا عالميا، وليس للولايات المتحدة فقط."
وأكد على أنه "بينما تظهر السياسات الهادفة لمحاربة داعش بعض النجاح، ولكن يتواصل التهديد من إرهاب يتنامى في الداخل، ومخططات تغذى من الخارج."
وقال روبن سيمكوكس، وهو باحث في مؤسسة ((هريتيج- التراث)) "إن الولايات المتحدة تبقى الهدف الذي تطمح الجماعات الإرهابية لمهاجمته، أكثر من أي بلد آخر. وبالنسبة لواحدة من أخطر الجماعات الإرهابية، فإن (داعش) قد فقدت معظم أراضيها في العراق وسوريا، ولكنها تبقى تهديدا خطيرا محتملا، إذ ينتشر اتباعها في أماكن عديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي الوقت نفسه، مازالت القاعدة تتمتع ببعض التواجد في سوريا واليمن والصومال وأماكن أخرى، ولا تزال تظهر رغبة واضحة في مهاجمة الولايات المتحدة."
ترامب والإرهاب
قال سيمكوكس إن إدارة ترامب قد تصرفت "صحيحا" في إعطاء أولوية للقضاء على (داعش) في العراق وسوريا، في وقت تزداد فيه بوضوح هجمات الطيارات المسيرة لضرب مواقع خطيرة للقاعدة في اليمن مثلا.
ولكن مازالت هناك احتياجات متزايدة للعمل على مكافحة الجماعات الإرهابية. على سبيل المثال، ستطمح (داعش) لتعود مرة أخرى وتحكم في مكان ما، ولذلك "يتوجب على إدارة ترامب أن تعد نفسها جيدا لمثل هذه الاحتمالات."
ويقول منتقدون إنه يبدو أن ترامب قد وضع التهديد الإرهابي بمكانة ثانوية، منذ انتخابه قبل نحو سنتين.
وقال وايت "لقد أظهر ترامب، منذ انتخابه، اهتماما أقل فيما يتعلق بسوريا والعراق، وداعش والقاعدة أو أفغانستان."
وأضاف أن الرئيس "قد اتخذ العديد من الخطوات ضد الفلسطينيين، فيما يتعلق بالساحة الإسرائيلية-الفلسطينية، وهذه الخطوات قد لا تسهم بتشدد الفلسطينيين فحسب، بل حتى العرب الآخرين والمسلمين في داخل وخارج الولايات المتحدة."
والأكثر من هذا، ترى الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة أنها مستهدفة بالتدقيق والتفتيش، في وقت أدلى فيه ترامب بالعديد من التصريحات التي جعلتهم يشعرون أنهم مظلومون بهذا الاستهداف.
الهجوم المقبل
يرى الخبراء المعنيون أن هجمات كبيرة بمستوى هجمات 11 سبتمبر غير محتملة.
قال وايت "من غير المحتمل وقوع هجوم كبير آخر على غرار تلك الهجمات، لأن معظم المتطرفين يبدو أنهم أدركوا أن التخطيط لمثل هذه الهجمات لن يمر دون كشف."
وأضاف "أن السيناريو المحتمل هو أن التهديد سيكون متمثلا بأشخاص أو مجموعات صغيرة متواجدين في الولايات المتحدة، وتطرفوا محليا، أو استهداف الأمريكيين، وخاصة العسكريين، في أماكن تمتد من أفغانستان إلى النيجر."