شبعا، القطاع الشرقي بجنوب لبنان 4 سبتمبر 2018 /غادرت بشكل طوعي اليوم (الثلاثاء) دفعة من النازحين السوريين إلى سوريا ضمت حوالي 650 نازحا من عدة مناطق لبنانية.
النازحون العائدون كانوا يقيمون في الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط بشرق البلاد ومن طرابلس في الشمال ومن محيط العاصمة اللبنانية، ويعودون إلى مدنهم وقراهم في المقلب الشرقي لجبل الشيخ وفي ريف دمشق ومناطق سورية اخرى.
وتمت مغادرة هذه الدفعة الجديدة من النازحين إلى سوريا ضمن ترتيبات اشرف عليها ونظمها الامن العام اللبناني بالتعاون بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني والسلطات السورية.
وغادر معظم العائدين بواسطة 20 حافلة امنتها الجهات السورية المعنية، فيما استقل بعضهم سياراته الخاصة المحملة بما جمعوه من حاجيات منزلية خلال فترة النزوح.
وواكبت عناصر من الأمن العام والجيش اللبناني العائدين من نقاط الانطلاق وحتى نقطتي العبور الحدودية بين لبنان وسوريا في "المصنع" والعبودية.
وقال مصدر في "الصليب الأحمر اللبناني لوكالة أنباء (شينخوا) إن فرق الاسعاف التابعة له قدمت مساعدات طبية لعشرات النازحين العائدين، كما واكبت سيارات اسعاف مجهزة العائدين حتى نقطتي المصنع والعبودية بناء لطلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
العائدون من مختلف هذه المناطق بدوا فرحين بالعودة، البسمة واضحة على ملامحهم، وقال جمال النازح من بلدة "بيت جن" السورية إلى بلدة "شبعا" لوكالة أنباء (شينخوا) "هربنا منذ 7 سنوات عبر مرتفعات جبل الشيخ في ظروف طبيعية قاسية حيث كانت سماكة الثلوج حوالي نصف متر واليوم أمنت لنا الدولة السورية العودة عبر حافلات مكيفة ومريحة".
وقالت الأم لخمسة اطفال النازحة عليا النمري من ريف دمشق إلى النبطية "طريق العودة بات مفتوحا على مصراعيه والجميع يستعد للعودة إلى سوريا فالحرب في خواتيمها السعيدة لصالح النظام، والحياة العادية دارت دورتها ولم تعد هناك اية حجة لبقائنا في مخيمات النزوح".
بدوره، أشار النازح إلى بلدة راشيا في البقاع الغربي سامر اسعدي أنه كان يعمل في لبنان وسط حقول الزيتون براتب شهري بقيمة 300 دولار أمريكي، وانه يعود وعائلته بعدما تأكد عبر الاقارب الذين سبقوه في العودة بأن "الوضع في بلدنا بات جيدا ونعود لترميم منزلنا المتضرر بقذائف جماعة الحقد من المسلحين الخونة".
وكانت وزارة الصحة اللبنانية بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني قد عملت على تلقيح أطفال العائلات العائدين من شبعا والعرقوب إلى سوريا.
وأشارت طبيبة قضاء حاصبيا الدكتورة ندى حمد ل(شينخوا) إلى أن عملية التلقيح شملت 95 نازحا معظمهم من الأطفال.
وتعتبر هذه العودة الطوعية السابعة من نوعها للنازحين السوريين وهي الأولى التي تشمل عودة نازحين من مناطق في الشمال ومن محيط بيروت، إضافة إلى مناطق بجنوب وشرق لبنان منذ شهر اغسطس الماضي بعد استتباب الأمن في عدد كبير من المدن السورية.
وتشير تقديرات مصادر غير رسمية إلى أن عدد النازحين السوريين الذين عادوا من لبنان إلى بلادهم في الأسابيع الماضية بطرق مختلفة قد بلغ نحو 30 ألفا وأن نصفهم عاد بصورة فردية.
وكان الامن العام اللبناني قد افتتح أخيرا 17 مركزا في معظم المناطق اللبنانية لتسجيل اسماء الراغبين بالعودة الطوعية من النازحين السوريين، إضافة إلى مراكز أخرى افتتحها "حزب الله" و "الحزب السوري القومي الاجتماعي" و "التيار الوطني الحر" في مختلف المناطق اللبنانية.
وكانت السلطات اللبنانية قد دعت أخيرا المجتمع الدولي ومنظماته الأممية إلى مساعدته على تأمين عودة النازحين السوريين تدريجيا إلى المناطق الآمنة في بلادهم و "عدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يطول".
ويستضيف لبنان حوالي مليون لاجئ سوري مسجل على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية في حين ان السلطات اللبنانية تقدر عددهم بحوالي مليون ونصف مليون نازح.
يذكر أن في لبنان قرابة مليون ونصف نازح سوري يقيم بعضهم في أكثر من الف و 400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية مما يشكل ضغوطا اجتماعية واقتصادية وأمنية وخدماتية على البلاد.