القدس أول سبتمبر 2018 / أعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (السبت) عن أسفها العميق وخيبة أملها من قرار الولايات المتحدة الأمريكية وقف تمويلها.
وقال المتحدث باسم أونروا سامي مشعشع، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن "القرار الأمريكي مفاجئ بالنظر إلى قيام الوكالة والولايات المتحدة بتجديد اتفاقية التمويل في يناير من عام 2017".
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت أمس الجمعة أن الولايات المتحدة "لن تُموّل بعد اليوم أونروا"، متّهمة الوكالة الأممية بأنها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وقالت هيذر ناويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إدارة ترامب "قد راجعت بعناية هذه المسألة، وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
وأوضحت ناويرت أن الولايات المتحدة لن تقوم بعد الآن بدفع المزيد من التمويل لهذه الآلية "المعيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وأضافت أن الولايات المتحدة ستكثف الحوار مع الأمم المتحدة والحكومات المضيفة وأصحاب المصلحة الدوليين حول نماذج جديدة ومقاربات جديدة لإصلاح الوكالة، والتي قد "تشمل مساعدات ثنائية مباشرة من الولايات المتحدة وشركاء آخرين، والتي يمكن أن توفر للأطفال الفلسطينيين اليوم مسارا أكثر ديمومة وموثوقية نحو غد أكثر إشراقا".
وردا على ذلك، قال مشعشع "نحن نرفض وبأشد العبارات الممكنة الانتقاد بأن مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها "عيوب لا يمكن إصلاحها".
وأشار المتحدث باسم أونروا إلى أن "برامج الوكالة تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائج في الشرق الأوسط".
وبحسب البيان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الوكالة في يناير الماضي عن تخفيض قدره 300 مليون دولار في الدعم الذي تقدمه لميزانية أونروا إذ قدمت 60 مليون دولار مقارنة بـ364 مليون دولار في عام 2017.
وقال البيان إنه "بعد القرار الأمريكي ستواصل الأونروا بمزيد من التصميم التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا - ودول أخرى جديدة".
وأكد أن "أونروا ستواصل تقديم خدمات ومساعدات عالية الجودة لأكثر من 5,4 مليون لاجئ من فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا".
ويأتي القرار الأمريكي بعد أسبوع من تداول وسائل إعلام إسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تجهز مخططا لتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين عبر رفض التعريف الذي تتبناه أونروا لأعدادهم ووقف تحويل الدعم المالي لمؤسسات الوكالة في الضفة الغربية.
وأوردت القناة الإسرائيلية الثانية في حينه أن واشنطن تعتزم الإعلان بأنها تعترف بوجود اللاجئين الذين ولدوا قبل العام 1948 فقط ورفض منح مكانة "لاجئ" لأبنائهم وأحفادهم.
وتأسست أونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتقدم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في مناطقها الخمس وهي الأردن، وسوريا، ولبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير.