دمشق 31 أغسطس 2018 / بالرغم من تعالي وتيرة التهديدات بشن ضربة عسكرية ضد مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري من قبل الدول الغربية في حال استخدام الجيش السوري الأسلحة الكيمياوية في ادلب (شمال غرب سوريا)، حسب زعم تلك الدول الغربية، إلا ان الجيش السوري ماض بالتحضير للعملية العسكرية في ادلب، بهدف تحريرها والسيطرة عليها، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
ويواصل الجيش السوري منذ عدة أيام ارسال تعزيزات عسكرية إلى محيط محافظة إدلب تمهيدا لبدء معركة تحرير ادلب الامر الذي اقلق بعض الدول الغربية، وراحت تهدد وتتوعد بشن ضربة عسكرية ضد سوريا.
وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم (الجمعة) بأنه بعد انتصارات الجيش السوري وإغلاقه ملف الجنوب وإعلانه مواصلة عملياته ضد الإرهاب حتى تحرير كامل أراضي سوريا بدأ رعاة الإرهاب رحلة البحث عن وسائل تعيق تقدمه في ملاحقة فلول ما تبقى من أدواتهم في إدلب ولا سيما تنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية معتمدين وكما جرت العادة على أذرع إعلامية ومرتزقة تم تدريبهم لهذا الغرض في محاولة بائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممن تبقى لهم من إرهابيين في سوريا التي شكلت ومازالت عائقا مزمنا أمام مخططاتهم في المنطقة.
وأضافت الوكالة الرسمية إنه " بالرغم من انكشاف الفبركات السابقة والتأكد من عدم نجاعتها بمقاييس مجريات الميدان حيث كان الجيش العربي السوري ماضيا في تطهير الأرض من دنس الإرهاب يصر رعاة هذا الإرهاب على مواصلة الكذب واختلاق السيناريوهات وفبركة المسرحيات عن استخدام السلاح الكيميائي وسيكون " للخوذ البيضاء" دور رئيسي فيها كورقة أخيرة لوقف تقدم الجيش وانقاذ ما يمكن إنقاذه من إرهابييهم وإرهابهم في مؤشر على فزع ينتابهم من اقتراب هؤلاء الإرهابيين من مصيرهم المحتوم الذي يلاحقهم في كل مكان ".
من جانبه، قال مصدر عسكري سوري فضل عدم الكشف اسمه لوكالة أنباء (شينخوا) إن "الجيش السوري ماض بالتحضير للعملية العسكرية في ادلب "، مؤكدا ان التعزيزات التي وصلت خلال الأيام الماضية تنظر ساعة الصفر من قبل القيادة العسكرية .
وأشار المصدر العسكري إن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية تعمل على عرقلة تقدم الجيش السوري ، وافشال سيطرته على اخر معقل لتنظيم (جبهة النصرة) المنصف على قوائم الإرهاب العالمي.
وأكد ان المزاعم التي يطلقها الغرب حول إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية في ادلب، هي لعرقلة العملية العسكرية التي يستعد لها الجيش السوري، ولتقوية معنويات المسلحين.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال امس (الخميس) إن الجيش السوري سيمضي إلى النهاية في محافظة إدلب بشمال البلاد، وإن هدف سوريا الأساسي هو مقاتلي جبهة النصرة.
وقال المعلم بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن " سوريا لن تستخدم أسلحة كيماوية في أي هجوم، وإنها لا تمتلك مثل هذه الأسلحة"، وأضاف إن سوريا ستحاول تجنب سقوط قتلى مدنيين.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستجري تدريبات عسكرية كبيرة في البحر المتوسط يوم (السبت) أول سبتمبر، وقال الكرملين إن الفشل في التعامل مع "المتشددين" بمحافظة إدلب السورية يبرر تلك الخطوة.
إلى ذلك، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القرار رقم 50 أعلن فيه تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، وذلك بعد إعلانها رفض حل نفسها والاندماج مع الجبهة الوطنية للتحرير.
وتضمن القرار حظر التعاملات المالية مع عدة أشخاص و كيانات من بينها هيئة تحرير الشام، حيث تم الإيعاز لوزارة المالية التركية لتنفيذ القرار.
وكانت تركيا أضافت في يوليو العام 2014 جبهة النصرة إلى لائحة المنظمات الإرهابية، حيث إن القرار الصادر بتاريخ 29-8 ما هو إلا تأكيد على التنصيف القديم ولكن جرى تعديل الاسم فقط من جبهة النصرة إلى "هيئة تحرير الشام" وإضافتها إلى جانب الشخصيات والكيانات ضمن لائحة حظر بالتعاملات المالية.
واعتبر ناشطون أن القرار التركي هو عملية مناورة لإجبار الهيئة على الخضوع للمطالب التركية التي تتضمن حل الهيئة نفسها والاندماج ضمن الجبهة الوطنية للتحرير أو ستتم تصفيتها.
وبرزت إدلب كوجهة رئيسية ومعقل للمسلحين الفارين من عدة مناطق في سوريا من خلال الاتفاقات التي ابرمت بين المسلحين والحكومة السورية بوساطة روسية.
في الأشهر الأخيرة، استولى الجيش السوري على عدة بلدات في ريف إدلب الجنوبي وبدأ مئات الأشخاص بالعودة إلى تلك المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، يعيش إدلب الآن في حالة من انعدام القانون الشديد وسط الاغتيالات والانفجارات والاقتتال الداخلي.
بالنسبة للجيش، فإن تأمين إدلب سوف يكاد يكون بمثابة هزيمة واضحة للمسلحين الذي استولوا على المحافظة لاكثر من سبع سنوات.
كما تعد إدلب مهمة من الناحية الإستراتيجية لأنها تشترك في منطقة حدودية مع تركيا في الشمال، كما أنها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية، التي هي مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، وتحتوي على قاعدة جوية روسية كانت قد استهدفت مرارًا وتكرارًا من قبل طائرات المسلحين دون طيار من إدلب.
كما تقع مدينة إدلب بالقرب من الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمحافظة حلب في شمال سوريا.
يوجد حوالي 2.5 مليون شخص في إدلب ، بما في ذلك الأشخاص الذين تم إجلاؤهم خلال استسلام المسلحين في العديد من المناطق السورية.