بكين 27 أغسطس 2018 /أكد السفير السوداني لدى بكين أحمد محجوب شاور على أهمية قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي التي ستعقد خلال يومي 3 و4 سبتمبر المقبل، واصفا إياها بأنها ستكون انطلاقة كبرى وجديدة للعلاقات بما يمثل نقلة نوعية خاصة في العلاقات الافريقية الصينية.
وقال شاور في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا، إن قمة بكين ستشهد بلا شك، اتفاقا كاملا في كافة المجالات مع حضور أكثر من 50 زعيما ورئيسا افريقيا في مكان واحد للتشاور حول الهموم المشتركة، متوقعا أن يكون إعلان بكين المقبل وثيقة هامة لكيفية التعامل بين الشعوب.
وأكد شاور على حضور الرئيس السوداني عمر البشير لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي على رأس وفد رفيع المستوى، لافتا إلى عمل السودان مع الجانب الصيني لإنجاح القمة والوصول إلى الأهداف المرجوة.
وأشار إلى أن العلاقات الإفريقية الصينية تطورت خلال السنوات الماضية مؤكدا أن مجالات الاهتمام بين الجانبين كبيرة جدا وأهمهما إصلاح مجلس الأمن في الأمم المتحدة في المجالات السياسية، وبالإضافة إلى سياسات الانفتاح والتكامل الاقتصادي بين الجانبين، حيث تملك افريقيا من المؤهلات ما يسمح لها بالعمل مع الصين في هذه المسارات للوصول إلى الأهداف المرجوة والمبتغاة، في ظل هيمنة تهدف إلى أن تكون الوحيدة التي تسيطر على موارد وتوجهات كل البشرية.
وفي سياق بناء مجتمع المصير المشترك الصيني-الافريقي والذي يعد من أهم أهداف القمة، قال شاور إن المصير المشترك بين الشعوب الافريقية والشعب الصينى منذ أن بدأت العلاقات يهدف دائما إلى خدمة البشرية، وبالنظر إلى عدد السكان في افريقيا والموارد وعدد السكان في الصين وما يملكه من موارد نجد أن الاثنان معا يشكلان نسبه كبيرة جدا من مجمل سكان العالم.
ولفت شاور إلى أن بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية يمكن أن يتحقق عبر تعزيز العمل والتعاون المشترك بين الدول الافريقية والصين، مشيرا أن أعمال بناء مجتمع المصير المشترك الصيني-الافريقي تسير ضمن آليات مبادرة الحزام والطريق والتي تهدف لتحقيق رفاهية الانسان أينما كان، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق ذكية جدا ولمصلحة البشرية، ولا تستهدف تحقيق مصلحة شعب على حساب أخر، وأنما تحقيق المصلحة المتبادلة، وهي تمثل نموذجا عالميا لكيفية التعامل بين الجنوب والجنوب وأيضا الانطلاق إلى التعامل مع كل دول العالم.
ولفت إلى أن الصين لديها ماضيها في التعاون الدولي وتنطلق هذه المبادرة لتوطد هذه العلاقات في مجالات مختلفة ولتكون سببا في رفاهية ورخاء البشرية في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، حيث أن هناك الكثير من المشتركات بين افريقيا بشكل عام والسودان بشكل خاص وبين الصين.
وشدد السفير شاور على أن السودان سيظل داعما لمبادرة الحزام والطريق بقوة وسيكون شريكا فاعلا في إنجاحها، لافتا إلى أن المبادرة ليس بينها وبين الأجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة أو الاستراتيجيات التنموية للدول الأخرى أي تعارض، ولكنها تسير في نفس المنحى ولذلك سيكون التكامل بينهما هو ما يغلب، وهو ما يؤهلها للنجاح في الفترة المقبلة.
وحول بعض الأصوات المشككة والانتقادات الإعلامية التي توجه للعلاقات الافريقية الصينية، قال شاور إن الصين تقوم في علاقاتها على مصالح مشتركة ومتبادلة وفهم مشترك، ولا تقوم على سياسات إملائية أو استعمارية بعكس ما تقوم به الدول الاخرى، ومشيرا إلى تمتع السودان بتجربة كبيرة في التعامل مع الصين منذ بداية العلاقات الثنائية منذ نحو 60 عاما، "وسياستها تقوم على الاحترام المتبادل، ولم نشعر في يوم من الأيام أن الصين استعمارية على السودان أو على أي دولة من الدول الافريقية."
وأضاف شاور أن سياسة الإصلاح والانفتاح الذي اتبعتها الصين من 40 عاما، يمكن أن يرى أثرها من يغيب عن الصين ولو لشهور قليلة حيث سيلاحظ التقدم الهائل الذي تشهده البلاد يوميًا والرفاهية الذي تحققت لشعبها بهذه السياسة الرشيدة، لافتا إلى أنها ليست فقط نموذجا لدول العالم الثالث وإنما لكافة دول العالم، حيث ينبغي أن تتبعها الدول بعد إثبات نجاحها وتحقيقها للصين تقدما اقتصاديا هائلا ورفاهية للشعب.
وتابع شاور أن ما اتبعته الصين منذ 40 عاما بالاصلاح والانفتاح هو العكس لما تقوم به دول كبرى حاليا من سياسات حمائية تحارب بها الانفتاح الاقتصادي، وأهم ما يمكن أن تستفاد منه افريقيا في هذا المجال هو نقل التقنيات والاستفادة من التقنية الصينية والخبرات الصينية في سبيل بناء اقتصاد قوي وتحقيق رفاهية الشعوب.