كيرياندونغو، أوغندا 23 أغسطس 2018 /في أنفاق عميقة جرى حفرها تحت نهر النيل في شمال أوغندا، يعمل المهندسون الصينيون إلى جانب نظرائهم الأوغنديين على تجميع التوربينات التي ستقوم بتوليد الكهرباء في أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في البلاد.
وفي أجزاء أخرى من الأنفاق، يقوم عمال محليون بلحام المعادن تحت إشراف دقيق من الفنيين الصينيين، بينما تدخل وتخرج شاحنات الخرسانة من الأنفاق، مشغولة بالمثل مع العمال في بناء الهياكل.
وقال تشنغ تشو تشيانغ، السفير الصيني لدى أوغندا، يوم الخميس، إن آلافا من الشباب اكتسبوا مهارات نتيجة لبناء محطة كاروما الكهرومائية. وبدأ العمل في إنشاء المحطة عام 2013.
وأضاف تشنغ خلال تفقده لموقع الإنشاء رفقة الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، إن "أكثر من 6 آلاف عامل وُظفوا في المشروع. العمال المحليون يشكلون 13 بالمئة من المديرين و50 بالمئة من الفنيين و87 بالمئة من إجمالي العمال".
وبحلول نهاية 2017، تم دفع 150 مليون دولار قيمة مشتريات ديزل وأسمنت وصلب وخشب ومركبات من السوق المحلية، وفقا لتشنغ.
وقال السفير إن المحطة بعد اكتمال بنائها ستولد 4 مليار كيلووات ساعة سنويا، وستوفر أكثر من 200 مليون دولار إيرادات للحكومة، أي ما يقرب من 1 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
وقال دينيس روبانجاكيني، عامل بموقع الإنشاء، لوكالة ((شينخوا))، إنه اكتسب الآن مهارات في لحام المعادن من خلال عمله مع المشرف الصيني.
وأوضح أنه وُظف في الموقع دون أن يحصل على أي مؤهل أكاديمي.
وقال" أدركت أن هؤلاء الناس لا يعبأون كثيرا بالشهادة ومستوى التعليم طالما أنك تستطيع أن تنجز العمل الذي يطلبونه منك".
وأضاف أنه اكتسب الآن الخبرة ويستطيع أن يبدأ ورشة لحام خاصته بعد انتهاء المشروع، قائلا " بالنسبة لي فإنني على يقين بأنني سأفتح ورشتي عندما أصل إلى غولو. المشروع أعطاني شيئا أفعله في المستقبل".
وقال اندرو كاماغارا، مهندس محلي بموقع الإنشاء، إن المشروع جعله ينفتح على مجالات أخرى لم يفكر أبدا فيها من قبل، موضحا أن الصينيين قربوه من هندسة الإنشاءات، وهي مهارة أصبح يتمتع بها الآن، بالرغم من أنه مهندس مياه في الأصل.
وأضاف " في المدرسة غلب على تعليمنا الجانب النظري، لكن عندما جئت إلى هنا، أصيفت المزيد من النظرية مع التجربة العملية". وأكد كاماغارا أنه ذهب بعيدا الآن بكثير من المعرفة الهيكلية." لقد اكتسبت معلومات وزادت ثقتي في التصميم الهيكلي".
في الوقت نفسه، بدأت القرى المجاورة لموقع الإنشاء في النمو، بحسب قول رئيس المجلس المحلي لقرية كاروما سيفرينو أوبيو.
وقال إن المحليين الذين تم توظيفهم في الموقع يشترون الآن الأراضي ويقيمون المزيد من المنازل الدائمة.
وأشار الى أن شركة " سينوهايدرو"، منفذة المشروع، مدت نقاط المياه النقية إلى القري.
وقالت ليديا بوتيم من سكان قرية كاروما،" كنت أحضر المياه من مكان بعيد جدا ما يعني أنني كنت أترك طفلي في المنزل أو أحمله معي لجلب المياه. لكن بناء هذه البئر هنا ساعدنا على تقليل الوقت الذي كنا نستغرقه في جلب المياه".
وعلى المستوى الوطني، فإن المحطة التي تبلغ قدرتها 600 ميغاوات ستغير قواعد اللعبة من حيث توفير الكهرباء الكافية لدعم التنمية الاقتصادية في البلاد.
ويقول خبراء اقتصاديون إن نقص وارتفاع سعر الكهرباء رفع تكلفة الإنتاج في الدولة وبالتالي أثر على تنافسيتها في منطقة شرق أفريقيا نظرا لأن سعر الطاقة أرخص في الدول الأخرى.
وقال إرين مولوني، وزير الطاقة والتنمية المعدنية، إن إنشاء المحطة سيكتمل بنهاية العام المقبل.
وقال مولوني" اكتمل بناء المحطة بنسبة 80 بالمئة وجزء التوزيع بنسبة 42 بالمئة"، مشيرا إلى أن العمل بأول وحدتين من المحطة بواقع 100 ميغاوات للوحدة سينتهي بنهاية هذا العام.
وشكر موسيفيني الصين على تمويل بناء المشروع، مؤكدا أهميته في توفير الكهرباء اللازمة لتسريع التنمية الاقتصادية في أوغندا.
وقال" أود أن أشكر الحكومة الصينية لأننا قدمنا مساهمة من أموال الحكومة الأوغندية، لكن الجزء الأكبر جاء من خلال قرض ميسر من الصين".
وساهمت أوغندا بـ15 بالمئة فيما قام بنك الصادرات والواردات الصين بتوفير 85 بالمئة من أموال المشروع. وتبلغ التكلفة الإجمالية لمكون التوليد في المحطة 1.14 مليار دولار.
ويبلغ إجمالي حجم الطاقة المولدة في أوغندا 930 ميغاوات، وفقا لبيانات الحكومة. وتحتاج البلاد إلى 1131 ميغاوات إضافية لتلبية احتياجاتها الوطنية بحلول 2020.
وعندما يتم الاكتمال من محطة كاروما ومحطة أسيمبا (183 ميغاوات)، سيتم تجاوز هذا الطلب عام 2020. وتقوم الصين أيضا بتمويل وبناء المحطة الثانية.