وانغ هونغ يي
شهدت الأوضاع الدولية تغيرات هائلة منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2000، حيث تحسنت مكانة الصين وأفريقيا في خريطة السياسية والاقتصادية الدولية تحسنا كبيرا منذ سنين. وتمثل قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2018 التي ستعقد خلال الفترة من 3 إلى 4 سبتمبر المقبل حدثا كبيرا آخر للصين والبلدان الأفريقية بعد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2006 وقمة جوهانسبرغ في عام 2015، كما تعتبر أكبر حدث ديبلوماسي تستضيفه الصين في هذا العام بمشاركة العدد الأكبر من القادة الأجانب، لذلك، ستخلق القمة بالتأكيد تاريخا جديدا .
ارتقاء مستوى المنتدى: كان منتدى التعاون الصيني الأفريقي في البداية منتديا للشؤون، ليصبح اليوم منتديا استراتيجيا، كما كان في الماضي منتديا إقليميا، وتحول اليوم الى منتدى دولي. وسيحضر قمة بكين للمنتدى في هذا العام قادة أفارقة ورئيس الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيحل ضيفا خاصا و27 مجموعة دولية وأفريقية كمراقبين. وفي ظل تصاعد الأحادية والحمائية والهيمنة التجارية في الوقت الراهن، تعمل قادة الصين والدول الأفريقية على ارتقاء مستوى منتدى التعاون الصيني الأفريقي، ما يظهر الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الصين وأفريقيا.
ارتفاع فعالية المنتدى: بالرغم من أن الحجم الاقتصادي للقارة الأفريقية محدود ولا تزال الصين دولة نامية، إلا أن التعاون بين الصين وأفريقيا يجلب فعالية كبيرة ويشكل زخما قويا يؤثر على تغيرات النمط الدولي. وقد نجح انشاء المنتدى في مقاومة التشهير والشائعات من الدول الغربية ضد نهوض الصين. ومنذ سنوات عديد، تتعامل الصين مع أفريقيا بكل إخلاص وأمانة، حيث ارتفع منحنى النمو الاقتصادي الأفريقي مع صعود الصين، وجاء معظم تمويل البنية التحتية في أفريقيا من الصين، ورُبع مشاريع المقاولات الدولية الصينية من افريقيا، وجاء خُمس النفط من كل خزان وقود سيارة من أفريقيا. فإن انعقاد قمة بكين المقبلة سيجمع بين القوى العادلة للتنمية السلمية من المجتمع الدولي لتعزيز التنمية الشاملة للبلدان النامية.
تأثير المنتدى المتزايد: يتمسك منتدى التعاون الصيني الأفريقي بمبادئ التشاور والبناء المشترك منذ تأسيسه لمدة 18 عاما، حيث يتميز بخصائص المساواة والبراغماتية والفعالية، ما يجعل التعاون الصيني الأفريقي في إطاره أحرز نتائج ملحوظة ومرموقة، وحظى بالترحيب من الشعوب الأفارقة وإشادة المجتمع الدولي. واليوم قد صار المنتدى رمزا هاما للتعاون بين الصين وأفريقيا، كما أصبح لافتة رائدة لقيادة التعاون الدولي مع أفريقيا ونموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب، وجلب منافع ملموسة لشعبي الصين وأفريقيا. وفي ظل تغيرات هائلة للوضع الدولي، فإن الخطوات التي تخطوها الصين وأفريقيا معا نحو رحلة جديدة لتحقيق أحلام شعوبهما، ستلفت أنظار العالم خلال قمة بكين القريبة.
(بقلم وانغ هونغ يي، باحث مشارك في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية)