واشنطن 21 أغسطس 2018 /في الوقت الذي سيبدأ فيه سريان التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على روسيا يوم 22 أغسطس الجاري، قالت وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية سيجال ماندلكر يوم الثلاثاء إن واشنطن ستفرض "المزيد من الألم الاقتصادي" على روسيا إذا لم تغير الأخيرة سلوكياتها العالمية بشكل كبير.
وذكرت ماندلكر أمام لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالبنوك والإسكان والشؤون الحضرية أنه "رغم استمرار الأنشطة الروسية الخبيثة، إلا أننا نعتقد أن مغامرتنا قد تم التحقق منها دون شك من خلال المعرفة القائلة بأننا نستطيع أن نجلب آلاما اقتصادية أكثر بكثير باستخدام النطاق القوي لسلطاتنا - وإننا لن نتردد في القيام بذلك إذا لم يتغير سلوكها بشكل واضح وكبير".
وأضافت قائلة إن "أهمية أفعالنا وإجراءاتنا المالية الأخرى يجب قياسها في النهاية من حيث تأثيراتها الإستراتيجية".
وفي جلسة منفصلة، قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي مارشال بيلينغسلي أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن "وزارة الخزانة جعلت من التصدي للعدوان الروسي أولوية قصوي، و"ستواصل القيام بدورها لفرض تكاليف ردا على النشاط الروسي الخبيث، مع الاستفادة من جميع الأدوات والسلطات التي نملكها".
ومنذ يناير 2017، فرضت إدارة ترامب عقوبات على 217 من الأفراد والكيانات ذات الصلة بروسيا بسبب نطاق واسع من السلوك.
وفي يوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الخزانة فرض عقوبات على العديد من الأفراد والكيانات ذات الصلة بروسيا لتورطهم في أعمال تتعارض مع العقوبات الأمريكية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري أن البلاد ستفرض عقوبات جديدة على روسيا على مرحلتين، وستبدأ الدفعة الأولى في السريان يوم 22 أغسطس.
ومع ذلك، قال بيلينغسلي في الجلسة إنه بالنظر إلى حجم الاقتصاد الروسي واندماجه العميق في النظام الاقتصادي والمالي العالمي، فإن "العقوبات الأمريكية ليست ولا يمكن أن تكون الأداة الوحيدة التي نعتمد عليها".
وعددها لتشمل الإنخراط مع حكومات أجنبية والقطاع الخاص داخل البلاد وخارجها، والتعاون مع منظمات دولية والإعلام الداخلي والخارجي.
كما ذكر أيه. ويس ميتشيل مساعد وزير الخارجية أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا تقوم على الاعتراف بأن "الدبلوماسية الأمريكية لكي تكون فعالة لابد أن تكون مدعومة بقوة عسكرية لا تضاهي وتتكامل تماما مع حلفائنا وجميع أدوات القوة لدينا".
وأشار ميتشيل بقوله "حتى عندما فرضنا عقوبات غير مسبوقة بسبب العدوان الروسي، أوضحنا أن باب الحوار مفتوح" إذا ما قامت روسيا بالتغييرات التي تريدها واشنطن.
وتفرض روسيا والولايات المتحدة عقوبات ضد بعضهما البعض، حيث واصلت العلاقات الثنائية تدهورها في السنوات الأخيرة.
وذكرت موسكو مرارا أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ مزيد من الإجراءات المضادة ضد الممتلكات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا إذا ما استمرت واشنطن في العداء.
ولفت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إلى أنه سوف يدرس رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا إذا ما اتخذت موسكو بعض الإجراءات في مناطق مثل روسيا أو أوكرانيا.
وتعرض ترامب لهجوم واسع عقب اجتماعه مع بوتين في هلسنكي بسبب تصريحاته التصالحية التي اعتبرها الكثيرون دليلا على الانحياز لموسكو ضد استنتاج خرج به مجتمع الاستخبارات الأمريكي يفيد بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الاثنين إن العقوبات الأمريكية المرتقبة "عدائية" و"غير قانونية" وستلحق ضررا بالتجارة الدولية الأوسع.
ومع ذلك لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد لحل المشكلات التي تواجه البلدين، على حد قوله.