غزة 20 أغسطس 2018 / تشهد أسواق قطاع غزة عشية حلول عيد الأضحى الثلاثاء، ركودا في حركة الشراء على مستلزماته من الملابس والحلويات.
وعزا تجار محليون واقتصاديون ذلك إلى التدهور الاقتصادي الحاد الذي يعانيه قطاع غزة، وما خلفه من أوضاع معيشية صعبة تزداد سوءا عاما بعد عام، الأمر الذي أفقد أهالي القطاع الشعور ببهجة وفرحة العيد.
واكتفت الفلسطينية نهاد النشار، خلال جولة بأحد الأسواق في غزة بشراء احتياجات أساسية لعائلتها وكميات قليلة من الحلويات والكعك تحضيرا لعيد الأضحى.
وتشتكي النشار، وهي في الخمسينيات من عمرها، في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) من سوء الأوضاع الاقتصادية لعائلتها كحال باقي عائلات قطاع غزة بفعل التدهور الاقتصادي، ما أثر سلبا على استعداداتهم للعيد.
وتشير النشار إلى أن عيد الأضحى يحل هذا العام بالتزامن مع قرب حلول موسم بدء العام الدراسي، وهو ما يزيد من أعبائهم المالية.
وعمد أصحاب المحال التجارية في السوق إلى عرض أكبر قدر من بضائعهم خاصة الملابس والأحذية وحلويات العيد لجذب أكبر عدد من الزبائن.
وانتشرت في جنبات السوق عشرات البسطات الصغيرة، التي يديرها شبان يجدون في موسم العيد فرصة لكسب بعض المال بما يعرضون عليها من بضائع متنوعة مثل الحلويات والمكسرات وكعك العيد المفضل للعائلات.
لكن هؤلاء يشتكون من ضعف كبير في معدلات الشراء والإقبال على بضائعهم بفعل التدهور الاقتصادي الحاد الحاصل في قطاع غزة منذ عدة سنوات.
ويقول التاجر طارق ابو جبل إن الحركة التجارية ضعيفة رغم تصدر واجهة متجره إعلانات عروض تخفيض أسعار على ما يبيعه من شيكولاتة وحلويات خاصة بمستلزمات العيد.
ويشير ابو جيل ل(شينخوا) إلى أن أعداد المتسوقين في أسواق غزة لا تعكس حالة الشراء الحقيقية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية للأسر مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
من جهته، يشكو التاجر كمال الريفي من أن موسم العيد الحالي يمثل خيبة أمل كبيرة له وأقرانه من التجار بفعل ما يشهده من ركود وضعف في الحركة التجارية.
ويوضح الريفي ل(شينخوا) أن أغلب زبائنه يكتفون بشراء الحد الأدنى من احتياجات عائلاتهم من مستلزمات العيد، ويطلبون الأصناف الأقل سعرا بسبب ما يعانوه من ضائقة اقتصادية عامة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم كما سبق أن أعلن البنك الدولي.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدلات البطالة في قطاع غزة أكثر من ضعف نظيرتها في الضفة الغربية، بحيث تبلغ 53.7 في المائة في القطاع، مقابل 19.1 في الضفة.
ويعقب مسؤول الإعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع، بأن عيد الأضحى لهذا العام يحل على سكان القطاع "في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية وإنسانية تمر عليهم منذ عدة عقود".
وينبه الطباع في تصريحات ل(شينخوا) إلى استمرار تشديد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني وتفاقم أوضاع وأزمات السكان بفعل ما ينتجه الواقع المذكور.
ويشير إلى أن أسواق قطاع تشهد ركودا غير مسبوق خصوصا مع حلول مواسم ومناسبات تتضاعف فيها المصاريف على رأسها عيد الأضحى وبدء العام الدراسي الجديد.
ويوضح أن أسواق غزة متأثرة بشدة بضعف شديد في القدرة الشرائية للسكان، وهو ما ساهم في ارتفاع حاد في حجم الشيكات المرتجعة وألقى بأثاره السلبية على حركة دوران رأس المال وأحدث إرباكاً كبيرا في كافة الأنشطة الاقتصادية.
وبحسب الطباع، بلغ عدد الشيكات المرتجعة في قطاع غزة خلال النصف الأول من العام الجاري حوالي 17 ألف شيك بقيمة إجمالية بلغت حوالي 47.8 مليون دولار "ما يمثل دليلا قاطعا على حالة الانهيار الاقتصادي الحاصلة".
إضافة إلى ذلك يواجه قطاع غزة نقصا حادا في الخدمات الأساسية بفعل انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم وتلوث مياه الشرب وقيود إسرائيلية مشددة على عمل معابره.